دور الأب في الأسرة وأهميته
لا تقل أهمية دور الأب في الأسرة عن دور الأم فيها، فهو يشكل عمود الأساس الذي تقوم عليه، ومصدر القواعد الثابتة فيها، والمسؤول عن التأكد من الالتزام بها وتنفيذها، وهو يعد مصدر الحماية الأمان والاستقرار للأم والأطفال على حدٍ سواء، ولا يقتصر ذلك على دوره في توفير الأمان والاستقرار المادي للأسرة، كونه المُعيل الأول لها، وإنما يتعدى ذلك ليصل إلى النواحي النفسية والعاطفية والجسدية، بالإضافة إلى مساهمته في تربية الأبناء ورعايتهم جنبًا إلى جنب مع الأم، لإنشاء جيل مستقل واعٍ وملتزم بالمبادئ والأخلاق الحسنة.[١]
جميع ما سبق، يعني أن مهمة الأب في الأسرة، وفي حياة زوجته وأبنائه يجب ألا تقتصر على جني المال لهم، وتأمين احتياجاتهم المختلفة، كالمسكن والمأكل والمشرب والملبس ومصاريف الدراسة، وغيرها من الاحتياجات - رغم أهميتها الكبيرة - وإنما يجب أن يكون للأب دورٌ واضح وملموس في مشاركة الأم في تربية الأبناء ورعايتهم والاهتمام بهم، والجلوس معهم، والاستماع إليهم، وتلبية احتياجاتهم النفسية والعاطفية، والتعرف على أهدافهم وطموحاتهم، ومعرفة مخاوفهم ونقاط ضعفهم وقوتهم، بالإضافة إلى دعم الأم ومساندتها عند مرضها أو مرورها بأي ظرفٍ كان، وهذا يضمن توازن واستقرار الأسرة.[١]
دور الأب في حياة الأبناء
لا يجب أن تكون عملية تربية الأبناء ورعايتهم من مهام الأم وحدها، وإنما يجب أن تكون مهمة تشاركية يقوم بها الأم والأب معًا بشكل متكامل، وفيما يأتي ذكر لأهم الأدوار التي يجب أن يلعبها الأب في حياة أبنائه:[١][٢][٣]
- قضاء الوقت معهم، واللعب معهم، أو مشاركتهم في الأنشطة التي يحبونها.
- تأديبهم وتربيتهم بالحب والأساليب الإيجابية، إذ يحتاج الأطفال جميعهم إلى التوجيه الإيجابي والتأديب، ليس كعقاب، ولكن لوضع مبادئ وحدود معقولة عليهم الالتزام بها وتعلمها، ويجب على الآباء تذكير الأطفال بالعواقب التي تترتب نتيجة أفعالهم وسلوكياتهم، سواء كانت أفعالًا جيدة أم سيئة.
- أن يكون قدوة حسنة لأبنائه، وذلك من خلال اتصافه بالصفات التي يُحب أن يتحلى بها أبناؤه، حتى يتعلموا منه هذه الصفات بالقدوة، ويقوموا بجميع الأمور الطيبة التي يقوم بها هو قبلهم.
- تقديم الحب والحنان والاحترام الكافي لهم، واحتضانهم وتقبيلهم، ومدح الصفات الحسنة فيهم، وتعزيز السلوك الإيجابي عندهم، وخاصة بالنسبة للفتيات، فالفتاة التي تقضي الوقت مع والد محب تكبر وهي تعلم أنها تستحق أن تُعامل بحبٍ واحترام تمامًا كما كان يعاملها والدها.
- التحدث إلى أبنائه والاستماع إلى هموهم ومشاكلهم، وأهدافهم وطموحاتهم ومخاوفهم، وحتى أبسط الأحاديث، كأحداث يومهم وماذا فعلوا مع أصدقائهم، وما إلى ذلك.
- تعليم الأبناء الصواب والخطأ وتشجيعهم على بذل قصارى جهدهم للوصول إلى الأمور التي يطمحون لها، وتعليمهم كيفية اتخاذ القرار الصحيح، والتفكير قبل الإقدام على أي خطوة جديدة في الحياة.
- الحفاظ على ترابط الأسرة ككل، من خلال الحرص على تناول الوجبات الغذائية معًا في وقتٍ واحد، والجلوس معًا والتحدث يوميًا، والخروج في نزهة معًا في عطلة نهاية الأسبوع وهكذا.
- القراءة للأبناء، وتعليمهم أهمية العلم والتعلم والثقافة، في عالم حديث يسيطر عليه التلفاز والإنترنت، وتعليمهم أهمية القراءة وتشجيعهم على ممارستها بأنفسهم، وغرس حب القراءة والعلم في نفوسهم منذ الصغر.
- احترام أمهم والتعامل معها بحب ولطف في وجودهم، وفي غيابهم أيضًا، وذلك لأن الأزواج الذين يحترمون بعضهم البعض يوفرون بيئة آمنة ومستقرة لأطفالهم، بالإضافة إلى أنهم يعلمونهم أهمية احترام الآخر ودعمه ومساندته بالقدوة.
- تعليم الأبناء كيفية مواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم في حياتهم، كتعلم مواجهة الفشل، والمتنمرين، وما إلى ذلك.
- مراقبة البيئة الاجتماعية للأبناء ومعرفة أقران وأصدقاء أطفالهم، وهل هم أناس جيدون يمكن الاستمرار بمصادقتهم والاقتراب منهم أم لا.
المراجع
- ^ أ ب ت "One-minute guide Supporting father’s role in parenting", surreycc, Retrieved 28/3/2023. Edited.
- ↑ "What are the Three Primary Roles of a Father?", continued, Retrieved 28/3/2023. Edited.
- ↑ "THE IMPORTANCE OF A FATHER IN A CHILD’S LIFE", pediatricsoffranklin, Retrieved 28/3/2023. Edited.