يعتقد العديد من الناس أن مهمة تربية الأبناء هي من اختصاص الأم فقط، وخاصة في مرحلة ما بعد الولادة ومرحلة الطفولة المبكرة، إلا أن هذه الاعتقاد خاطئ بالطبع فتأثير الأب على أبنائه ومشاركته في تربيتهم ورعايتهم يترك آثارًا إيجابيةً عديدة عليهم، ويسهم في تعزيز شعوره بالأبوة والمسؤولية نحوهم.
أهمية دور الأب في تربية الأبناء
حتى يتم تربية الأبناء تربية سليمة وناجحة يجب أن تكون عملية التربية تشاركية بين الأب والأم، فلا يجب أن يترك عبء التربية على الأم وحدها، واقتصار دور الأب على الإنفاق، وتأمين احتياجات الأسرة المادية فقط، وفيما يأتي ذكر لأبرز فوائد مساهمة الأب في تربية الأبناء:[١][٢][٣]
- إن مساهمة الأب في تربية الأبناء تساعد على جعلهم يعانون من مشاكل سلوكية أقل ويتحولون إلى أفراد أفضل، سواء كان ذلك من الناحية الاجتماعية، أو من الناحية الأكاديمية والتعليمية.
- إن مساهمة الأب في تربية الأبناء، وتخصيصه لجزءٍ من وقته لهم، ومشاركتهم في أداء العديد من الأنشطة تساهم في تنمية ثقة الأبناء بأنفسهم، وجعلهم أكثر حبًا لذواتهم وثقة بقدراتهم الشخصية.
- إن مساهمة الأب في تربية الأبناء تقوي علاقته بهم منذ الطفولة، وتجعلها علاقة صداقة ومحبة، وهذا يسهل على الأب مهمة التوجيه والإرشاد عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحون في عمر المراهقة، لأن محاولة الأب لإرشادهم في هذا العمر دون مساهمته أصلًا في تربيتهم منذ طفولتهم تعني وجود فجوة كبيرة بينه وبينهم، وهذا يُصعب من مهمته، ويجعل تقبل الأبناء لآرائه وتوجيهاته أمرًا صعبًا، نظرًا للبعد الحاصل بينه وبينهم.
- إن مساهمة الأب في تربية الأبناء، يعطيهم درسًا في أهمية أن يكونوا مشاركين في تربية أبنائهم في المستقبل واحترام زوجاتهم ومساعدتهن، فالتربية تكون بالقدوة وبالفعل قبل القول في كثيرٍ من الأحيان.
دور الأب في تربية الأبناء في المراحل العمرية المختلفة لهم
يجب أن يساهم الأب في تربية الأبناء جنبًا مع الأم في جميع حياتهم، ولا يقتصر دوره على مرحلة عمرية محددة فقط، وفيما يأتي شرح لكيفية مساهمة الأب في تربية أبنائه في مراحلهم العمرية المختلفة:[١][٢][٣]
مرحلة حديثي الولادة
إن الدور الأكبر في رعاية الأطفال حديثي الولادة يعود لأم، فهي التي ترضعهم، وتغير ملابسهم، وتساعدهم على النمو، وتلاعبهم وتحملهم، لكن هذا لا يعني تنحي الأب جانبًا وترك المسؤولية بأكملها للأم، بل يجب عليه المساهمة في أدوارها قدر الإمكان، وحمل أبنائه والنظير في أعينهم ومحادثتهم وملاعبتهم، فذلك يعود بالنفع عليهم، وذلك كالآتي:
- يقوي العلاقة بين الأب وأبنائه منذ ولادتهم، ويجعلها علاقة ملئيه بالحب والمودة.
- يجعل الأطفال ينظرون لوالدهم على أن مصدراً للحب والأمان والراحة كالأم تمامًا.
- يعزز النمو العقلي والبدني للأطفال، مما ينعكس إيجابًا على سلوكياتهم الخاصة عندما يكبرون.
مرحبة الطفولة
في هذه المرحلة العمرية، يصبح دور الأب أكثر أهمية، وأكثر سهولةً ومتعةً أيضًا، ففي هذه المرحلة يستطيع الأب مشاركة أبنائه في أنشطتهم الخاصة، وتعليمهم العديد من الأشياء أثناء ذلك، بالإضافة إلى أن بإمكانه مساعدتهم على استكشاف الأِشياء الجديدة وتجربتها، خاصة عند انشغال الأم بالطهو والأعمال المنزلية ووقتها الخاص وما إلى ذلك، وهذا أيضًا يعود عليهم بالنفع الكبير، وذلك يتلخص في الآتي:
- يشبع فضول الأطفال للاستكشاف والتعلم برفقة والدهم، مما يعني قدرتهم على الاستكشاف مع وجود يد أمينه ترعاهم وترشدهم وتحميهم.
- يحول العلاقة بين الأب وأطفاله إلى علاقة رفقة وصداقة قوية وجميلة.
- يعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم وبقدرتهم على إنجاز وتعلم الكثير من الأشياء في حياتهم، وينمي نقاط القوة لديهم.
- يقوي مهارة حل المشكلات لدى الأبناء، نتيجة مشاهدتهم لطريقة والدهم في العثور على الحلول المتنوعة للعقبات التي تواجهه في وجودهم.
- يقوي قدرة الأطفال على بناء روابط اجتماعية وعاطفية قوية في المستقبل.
مرحلة المراهقة
كثيرًا ما يكون رأي الأب وتوجيهاته وارشادته أكثر قبولًا لدى المراهقين من رأي أمهاتهم، وخاصة إذا بنى الأب قاعدة قوية وعلاقة متينة مبنية على المحبة والاحترام مع أبنائه منذ طفولتهم، مع وجود حزم الأب وجديته، وهذا يساعد على تقبل الأبناء لرأيه في هذه المرحلة العمرية المعقدة نوعًا ما، ولذلك فإن من المهم أن يساهم الأب بشكلٍ كبير في تربية الأبناء في مرحلتهم العمرية، وهذا يعود عليهم بالنفع الكبير أيضًا، ومن أوجه ذلك:
- تنمية الثقة بالنفس لدى الأبناء.
- تعلم الأبناء من آبائهم بالقدوة الحسنة.
- شعور الأبناء بالاستقرار والأمان، وبأنهم يعيشون في أسرة متحابة ومترابطة.
- يساعد الأبناء على مقاومة الضغوطات والمشاكل التي قد يمرون بها في حياتهم، ويجعلهم أقدر على الدفاع عن أنفسهم.
- حصول الفتيات خاصةً على الحب والحنان الكافيين من الأب يجعلهن أقوى عاطفيًا، ويحميهن من الاستغلال لمجرد الحصول على بعض المشاعر من الأشخاص الخطأ.
الأدوار المختلفة للأب في حياة أبنائه
يمكن للأب أن يمثل أدورًا عديدة ومهمة في حياة أبنائه، ومنها ما يأتي:[١]
- الأب كصديق: يمكن أن يكون الأب صديقًا لأبنائه، فيلعب معهم، ويتحدث إليهم دون توجيهاتٍ ودون شروطٍ أو أحكام، فيصبح قريبًا منهم، ويعلمهم العديد من الأشياء المفيدة بشكلٍ غير مباشر.
- الأب كمعلم: يمكن للأب أن يعلم أبناءه العديد من الأشياء، حيث يمكنه تعليمهم مهارات استخدام الحاسوب مثلًا، أو ركوب الدراجة، أو الحساب، أو كرة القدم، وغيرها من المجالات.
- الأب كحامي: يمثل الأب دائمًا دور البطل الخارق في حياة أبنائه -خاصة الأطفال- فهو الذي يحميهم ويساعدهم ويحمل الأشياء الثقيلة، ويقوم بالأمور التي يصعب على الأم القيام بها، ولهذه عليه أن يحافظ على صورته هذه، فيحميهم ويدافع عنهم ويعلمهم كيفية اجتناب الخطر، والدفاع عن أنفسهم.
- الأب كقدوة: يجب على الأب أن يكون قدورة لأبنائه، وأن يتصف بالصفات التي يُحب أن يتحلى بها أبناؤه، حتى يتعلموا منه هذه الصفات بالقدوة، ويقوموا بجميع الأمور الطيبة التي يقوم بها هو قبلهم.
- الأب كمُعيل: يجب على الأب أن يحاول تأمين جميع الاحتياجات المادية لأبنئه فهو المعيل الأول لهم، ولكن عليه أيضًا أن يتشارك مع الأم في تعليم أبنائهم أهمية العيش ضمن إمكانيات مادية محددة، وأن يكونوا مسؤولين ومستقلين ماديًا في الوقت المناسب.
المراجع
- ^ أ ب ت "Father’s Role In Effective Parenting", beingtheparent, Retrieved 26/10/2022. Edited.
- ^ أ ب "THE IMPORTANCE OF A FATHER IN A CHILD’S LIFE", pediatricsoffranklin, Retrieved 26/10/2022. Edited.
- ^ أ ب "5 Important Ways Fathers Impact Child Development", childcrisisaz, Retrieved 26/10/2022. Edited.