للأم دور كبيرة ومهم في حياة أبنائها، ويبدأ دورها منذ لحظة ولادتهم، فتكون هي مصدر الغذاء والرعاية والحب والأمان بالنسبة لهم، بعد أن قضوا تسعة أشهر في رحمها، ومع نموهم أكثر وتقدمهم في العمر، يزداد دورها أهميةً وتعقيدًا، فينتقل من مجرد رعاية جسدية ونفسية، إلى الجوانب التربوية والتعليمية، وتصبح هي المدرسة، والمعلم، والقدوة، والداعم الأول بالنسبة لهم؛ بحيث يتكامل دورها مع دور الأب في تربية الأبناء، لإنشاء جيلٍ مستقلٍ واعٍ وحَسَنُ التربية.
ما هو دور الأم في تربية الأبناء؟
تعد الأمومة واحدة من أهم الأدوار التي تلعبها المرأة أثناء حياتها، وهي تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، والصبر والتضحية، حتى تؤدي واجبها تجاه أبنائها على أكل وجهٍ ممكن، وفيما يأتي ذكر لأبرز الأدوار التي تؤديها الأم في تربية أبنائها:[١][٢][٣]
تطوير الجوانب الاجتماعية لدى الأبناء
تلعب الأم دورًا مهمًا في تنمية الجوانب الاجتماعية لأبنائها، من خلال دمجهم مع المجتمع، وأشاركهم في الأنشطة الاجتماعية، مع أقاربهم، وأقرانهم من الذكور والإناث، وتعليمهم كيف التواصل مع الناس والاندماج معهم على نحو صحي ومناسب.
تطوير الجوانب العاطفية لدى الأبناء
تلعب الأم دورًا مهمًا في تنمية الجوانب العاطفية لأبنائها، من خلال منحهم الحب والحنان والعطف والمشاعر جميعها التي تضمن لهم نموًا عاطفيَا ونفسيًا سليمًا، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية فهم مشاعرهم الخاصة والتعبير عنها بطرق صحيحة.
تطوير الجوانب المعرفية لدى الأبناء
تلعب الأم دورًا مهمًا في تنمية الجوانب المعرفية لأبنائها، فهي التي تدفعهم نحو التعلم والمعرفة، منذ نعومة أظافرهم، وهي التي تعلمهم أسماء الأشياء، وكيفية الكتابة والقراءة، جنبًا إلى جنب مع الأب والمعلمين في المدارس، من خلال بقاء الأم اتصال جيد بمعلمي أبنائها لتبقى على اطلاع بما يتعلمونه في مدارسهم، وتعمل على تعزيز ونقل هذا التعلم إلى البيئة المنزلية.
تعليم الأبناء الاستقلالية والاعتماد على الذات
تلعب الأم دورًا مهمًا في تعليم أبنائها الاستقلالية والاعتماد على النفس، وكيفة تطوير شخصياتهم، وتنمية نقاط القوة لديهم، والتغلب على نقاط الضعف، وهي التي تكتشف مواهبهم وإبداعاتهم، وتعمل على تحسينها وتطوريها.
تكوين قدوة حسنة للأبناء
تلعب الأم دورًا مهمًا في تربية الأبناء من خلال كونها قدوة حسنةً لهم، فالأبناء يتعلمون بالقدوة أكثر مما يتعلمونه بالكلام، فإذا كانت الأم تتصف بالصفات الحسنة، من الصدق، والإخلاص، والأمانة، والكرم، وحسن التعامل مع الآخرين، فإن أبناءها سيتعلمون منها هذه الصفات بالقدوة، وبالمثل فإن اتصاف الأم بصفات سيئة أو قيامها بسلوكياتٍ خاطئة أماما أبنائها يعني أن يتعلم الأبناء هذه الصفات والسلوكيات منها بالقدوة السيئة أيضًا.
بناء جو أسري مناسب لنمو الأبناء
تلعب الأم دورًا مهمًا في تربية أبنائها من خلال بناء جو أسري هادئ ومستقر ومترابط، بمساعدة الأب بالطبع؛ مما يدعم نموهم وتطورهم في كافة الجوانب؛ الجسدية والنفسية والعلمية والاجتماعية والعاطفية، بالبيئة الأسرية الملائمة تساعد على نمو الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته على عكس البيئة الأسرية المتزعزة والملئية بالمشاكل والنزاعات بين الوالدين.
تعليم الأبناء الإيجابية والطموح والمثابرة
تلعب الأم دورًا مهمًا في تربية أبنائها من خلال تعليهم التفكير بصورة إيجابية، وتفاؤلية، بعيدًا عن الأفكار والمشاعر السلبية، وتعليمهم المثابرة، والصبر ومواصلة العمل، حتى يصلوا إلى أهدافهم وغاياتهم، وأن يتعلموا كيفية مواجهة التحديات والصعوبات في حياتهم وتخطيها.
المراجع
- ↑ "A Mother’s role in early childhood development", healthwaymedical, Retrieved 14/11/2022. Edited.
- ↑ "10 Important Roles of a Mother in Child Development", indiaparenting, Retrieved 14/11/2022. Edited.
- ↑ "THE ROLE OF A MOTHER", parentingsuite, Retrieved 14/11/2022. Edited.
أن تكوني أمًا يعني أن تكوني مربية، ومعلمة، وممرضة، وطاهية، ومرشدة نفسية، وأخصائية تغذية، ومدربة، وخياطة، ومنسقة ملابس، وأن تعملي لمدة 365 يوماً دونٍ إجازاتٍ أو انقطاعٍ أو أعذار، ولكن على الرغم من أن الأمر يبدو شاقًا، إلا أن الأمومة عالمٌ مليءُ بالحب والمشاعر الجميلة، لذا استمتعي بها، وكوني الأم التي يستحقها أطفالك.