كره الأم، هل هو أمرٌ طبيعي؟

رغم أن العلاقة بين الأم وأبنائها هي علاقة مقدسة ومبنية على الحب والحنان والعاطفة القوية، إلا أن كره الأم إذا كانت أمًا سامة يعد شعورًا طبيعيًا، حيث تصرف بعض الأمهات بطريقة مؤذية وقاسية للغاية مع أبنائها، وتتعمد إهمالهم، وتجاهلهم، والإساءة إليهم بطرقٍ مختلفة، فقد تكون الإساءة نفسية، أو عاطفية، أو جسدية، مما يجعل مشاعر الكره تجاهها تتشكل في نفوسهم رغمًا عنهم، وقد يحدث ذلك في مرحلة الطفولة، أو المراهقة، أو حتى في مرحلة رشدهم، وغالبًا ما يصاحب الشعور بكره الأم شعورٌ بالذنب والخذلان في نفس الوقت.[١][٢][٣]




تقول سابرينا رومانوف؛ أخصائية نفسية وأستاذة في جامعة يشيفا في مدينة نيويورك: يشعر الناس أحيانًا بالكراهية تجاه أمهاتهم إذا فشلن في تلبية توقعاتهم حول الصورة التي يجب أن تكون عليها الأم بنظرهم.




ما هي أسباب كره الأم؟

يوجد العديد من الأسباب التي قد تجعل الأبناء يكرهون أمهم، وخاصةً إذا اجتمع عدد كبير مع هذه الأسباب مع بعضها البعض، ومن أبرز هذه الأسباب ما يأتي:[١][٢][٣]

  • إهمال الأم لاحتياجات أبنائها الجسدية أو النفسية بشكلٍ متعمد، وليس لسببٍ خارجٍ عن نطاق إرادتها.
  • إساءة الأم لأبنائها جسديًا، بالعنف الجسدي، أو إهمال رعايتهم وتأمين احتياجاتهم الجسدية وخاصةً في طفولتهم، أي عند حاجتهم إليها من هذه الناحية.
  • إساءة الأم لأبنائها نفسيًا وعاطفيًا، من خلال إهانتهم، وشتمتهم، والصراخ في وجوههم، ومناداتهم بألقاب يكرهونها.
  • انتقاد الأم المستمر لأبنائها وسخريتها منهم.
  • سيطرة الأم الكاملة على حياة أبنائها وتحكمها بكل شؤون حياتهم.
  • عدم احترام الأم لخصوصية أبنائها، ومحاولة اختراقها، والتطفل عليها دون إذنٍ منهم.

كيف أتعامل مع كرهي لأمي؟

إن شعورك بالكره تجاه والدتك ليس أمرًا جيدًا لصحتك النفسية والعقلية، حيث يصاحبه العديد من المشاعر السلبية المؤذية، كالشعور بالذنب؛ نظرًا لأن العلاقة مع الأم تعتبر علاقة مقدسة في كثيرً من المجتمعات، بالإضافة إلى الشعور بالخسارة والخذلان والغضب، وغيرها، ولذلك يجب عليك عدم الاستسلام لهذه المشاعر، ومحاولة إصلاح علاقتك بأمك أو التعامل معها بطريقة صحية وآمنة، لتخفيف أثر هذه المشاعر قدر الإمكان، وذلك كالآتي:[١][٢][٣]


  • تجنب الأفكار السلبية: حاول تجنب التفكير بطريقة سلبية، وتجنب التفكير بكرهك لأمك وبالأسباب التي تدفعك لذلك، وحاول دائمًا استبدال أي فكرة سلبية تراودك بما يخص أمك بفكرة إيجابية أفضل.
  • تذكر اللحظات الجميلة مع أمك: تذكر دائمًا اللحظات والمشاعر السعيدة التي جمعتك بأمك بدلًا من التفكير بالسلوكيات الخاطئة التي قامت بها تجاهك في الماضي.
  • حاول تحديد سبب كرهك لأمك: وتحديد سبب تعاملها معك بطريقة مؤذية، فقد يساعدك ذلك على المسامحة والتجاوز عن أخطائها، لأن سبب تعاملها المؤذي قد يكون نتيجة لمرورها بظروف صعبة أو تعرضها للظلم والقسوة خلال حياتها، ورغم أن هذا ليس مبررًا لها، إلا أنه قد يساعدك على العفو والمغفرة.
  • أفرغ مشاعرك السلبية على الورق: حاول التعبير عن مشاعرك تجاه والدتك بالكتابة، أي بأن تحضر قلمًا وورقة، وتكتب كل ما يجول في خاطرك، فتكتب كيف تشعر عندما تتكلم مع والدتك، أو عندما تنظر في عينيها، وتكتب أساب كرهك لها، أو كيف كنت تريدها أن تعاملك، لأن الكتابة ستجعلك تفرغ كل ما في عقلك على الورق، الأمر الذي قد يخفف عنك ويشعرك بالراحة.
  • حاول مسامحة أمك: وأعطِ نفسك الوقت الكافي لتستطيع القيام بذلك، مع التأكيد على أن المسامحة لا تعني نسيان الإساءة، ولا اعتبارها أمرًا لم يحدث، ولكنها مجرد تصرف يريحك من الشعور بالذنب بسبب المشاعر السلبية التي تكنها لوالدتك، وتجعل حياتك تسير بشكلٍ أفضل.
  • ضع حدودك الخاصة: وكن حازمًا بما يخصها، وذلك لتحمي صحتك النفسية، حيث إن المسامحة والمغفرة لا يعنيان أن يستمر الشخص المسيء بإساءته، حتى وإن كان هذا الشخص هو أمك، ولذلك حافظ على برك لها، وتواصلك معها ولكن بحدود آمنة.
  • حاول التحدث إلى طبيبٍ نفسي: أو مختص بالعلاقات الأسرية ليساعدك في تجاوز هذه المشاعر السلبية والتخلص من تأثيرها عليك.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Why Do I Hate My Mother? Build A Better Relationship With Mom", betterhelp, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "I Hate My Mom: What to Do When You Feel This Way", verywellmind, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Why Do I Hate My Mother? What Do I Do?", psychcrumbs, Retrieved 1/11/2022. Edited.