يعتبر كتب الكتاب (عقد الزواج) من أهم العقود وأكثرها أثراً، فيه تصان الأسرة التي تعد اللبنة الأولى في المجتمع، والتي تحفظ بها الأنساب، وتربى في ظلها الأجيال، ونظراً لأهمية عقد الزواج، فقد شرّع الله له مقدمة تسبقه تعرف بالخطبة، والتي تعتبر الخطوة الأولى للزواج، ويعتبر اجتيازها بنجاح بداية لحياة سعيدة.[١]
الفرق بين الخطوبة وكتب الكتاب من حيث التعريف
فيما يلي توضيح للفرق بين كل من الخطوبة وكتب الكتاب:
- الخطوبة: هي أن يعرض الرجل على المرأة الزواج، وتكون في العادة من الرجل، ويسمى البادئ خاطباً والآخر مخطوباً، أو هي طلب الزواج واتفاق مبدئي عليه، ووعد يجب على جميع الأطراف سواء الخاطب أو المخطوبة احترامه.[٢]
- كتب الكتاب: هو مصطلح عامي مرادف لعقد النكاح؛ والذي هو عقد بين رجل وامرأة لتحقيق مقاصده المرجوة منه؛ ومنها التحصين، والإنجاب، وبيان ما يتولد عنه من حقوق وواجبات.[٣]
الفرق بين الخطوبة وكتب الكتاب من حيث الشروط
شروط وضوابط الخطوبة
هناك بعض الشروط التي يجب الالتزام بها في فترة الخطوبة، والتي لا يجب تجاهلها أو التغاضي عنها لأهميتها، نذكر منها التالي:[٤][٥][٦]
- ألا تكون هناك خلوة تامة.
- ألا تكون هناك ريبة في قلبيهما.
- ألا يكون من المرأة خضوع بالقول.
- أن تكون المرأة بكامل الحجاب والحشمة.
- لا يجوز للخاطب أخذ صور المخطوبة، ولا الاحتفاظ بها وليس له النظر على عورتها كالشعر والرقبة وغيرها.
- مراسلة المخطوبة عند الحاجة، وذلك بشرط الانضباط في المراسلة، ويكون الكلام بقدر الحاجة فقط، فله أن يراسل خطيبته للاتفاق على مسائل عقد الزواج، ويكون ذلك بعلم الأهل.
- يجوز للخاطب أن يحادث خطيبته، ويسألها ما بدا له في حدود، ولا يجوز التحدث بأمور خادشة للحياء أو حتى الأمور العاطفية ما لم يتم عقد النكاح.
- لا يجوز للخاطب لمس مخطوبته ولا مصافحتها؛ لأنه أجنبي عنها.
- لا يجوز للخاطب الخروج مع مخطوبته قبل العقد إلا بوجود أحد من محارمها، ولا يجوز كذلك للخاطب أن يسافر مع مخطوبته، لأن الخطبة ليست إلا وعداً بالزواج.
شروط وضوابط كتب الكتاب
يشترط لكتب الكتاب (عقد النكاح) عدة شروط وهي على النحو الآتي:[٧][٨]
- تعيين كل من الزوجين أي الزوج والزوجة، حيث إن الأمر بالغ الأهمية يترتب عليه الأنساب، والميراث، وحقوق كثيرة.
- رضا كل من الزوجين بالآخر، فلا يصح إكراه أحدهما على الآخر.
- أن يعقد على المرأة وليّها، فلو زوجت المرأة نفسها دون وليها فنكاحها باطل.
- الشهادة على عقد النكاح، ويجب وجود شاهدين على عقد النكاح، وذلك لما يترتب عليه من آثار وحقوق؛ كثبوت النسب، والميراث، والعدة، وسداً لباب الفساد، وتمييز الحلال عن الحرام.
- معرفة مقدار الصداق، وهل هو مقبوض أو غير مقبوض، ومقدار الصداق المعجل والمؤجل.[٩]
- يستحب للعاقد أن يداوم على زيارة الزوجة في بيت أهلها دون إثقال، تأليفاً لقلبها، وتمكيناً للعلاقة بينه وبينها وبين أهلها.
- إن أول آثار هذا العقد هو الاستمتاع والمعاشرة بينهما، وما تمليه المروءة والخلق الطيب مراعاة الأعراف والعادات الحسنة، فعلى الرجل أن يحذر من الوقوع تحت غرائزه مدفوعاً بجوّ الخلوة، فيقدم على معاشرتها، إذ إن لذلك آثاراً خطيرة على مستقبل علاقتهما، فربما يتغير قلبه عليها فيتركها.[١٠]
- لا ينبغي أن يأخذ الشاب والفتاة الحرية المطلقة بهذه الفترة، فيفعلا ما يشاءان دون ضابط ولا قيد لعلاقتهما، بحيث يطلق لهما العنان ليخرجا بلا مرافق، ويعودا في ساعة متأخرة من الليل دون سؤال رادع، لأن ذلك ربما يبذر بذور الشك والريبة في النفوس، وحينئذ يحدث ما لا يحمد عقباه.[١٠]
- للعاقد أن يتحدث مع الفتاة عبر وسائل التواصل كالمحمول والإنترنت والمراسلة والهاتف، ويستحسن عدم إطالة الحديث إلا إذا دعت إلى ذلك مسوغات.[١٠]
- من المستحب أن يقدم لها الهدايا خلال هذه الفترة تعزيزاً للعلاقة بينهما، وأن يدعوها وأهلها إلى تناول طعام في بيته، على أن يكون ذلك في حدود المعقول وعدم التبذير؛ وذلك توثيقاً لأواصر المحبة والألفة بينهما.[١٠]
فروقات أخرى بين الخطوبة وكتب الكتاب
هناك بعض الفروقات الإضافية بين الخطوبة وكتب الكتاب (عقد الزواج)، منها ما يلي:[١١]
- لا سلطة للخاطب على مخطوبته إلا بالعقد الشرعي؛ أي بعد كتب الكتاب، ولا يلزمها طاعته أو الاستئذان منه ما دامت في منزل أهلها.
- إذا قبضت المخطوبة المهر أثناء فترة الخطوبة أو مالاً لتجهيز نفسها، وعرفاً يعتبر هذا المال مهراً، فإذا تم العدول عن الخطبة سواء من قبلها، أو قبل الخاطب قبل إبرام عقد الزواج، فيلزمها رده إلى الخاطب؛ لأن ليس لها الحق في أخذه.
المراجع
- ↑ نايف محمود الرجوب، أحكام الخطبة في الفقه الإسلامي، صفحة 15-16. بتصرّف.
- ↑ الدكتور يوسف عبدالله الشريفين، الدكتور أحمد صالح بني سلامة، المضامين التربوية في الخطبة وأحكامها، صفحة 996. بتصرّف.
- ↑ محمد فائز كمال أفيفي، حكم عقد النكاح من خلال وسائل الاتصال الحديثة في الفقه الإسلامي، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ "أحكام وضوابط فترة الخطوبة رابط المادة"، طريق الاسلام، 23/2/2013، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2021. بتصرّف.
- ↑ مريم سليماني، أحكام الخطبة دراسة فقهية معاصرة، صفحة 26 27 41 43. بتصرّف.
- ↑ مريم سليماني، أحكام الخطبة دراسة فقهية معاصرة، صفحة 26 27 38. بتصرّف.
- ↑ الدكتور عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي (13/2/2012)، "شروط عقد النكاح"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2021. بتصرّف.
- ↑ عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي (23/12/2012)، "استكمال شروط عقد النكاح "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2021. بتصرّف.
- ↑ "متطلبات عقد النكاح"، وزارة العدل، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "علاقة الخاطب بالمخطوبة"، المجلس الإسلامي للإفتاء، 30/3/2013، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2021. بتصرّف.
- ↑