تعريف الزواج: كل ما يهمك وأكثر

هل تعلم أنه لا يملك أي شخص آخر التأثير في صحتك النفسية والجسدية في فترة رشدك كشريكك الذي تخوض معه غمار الحياة؟ إن الشعور بالحب والانتماء من الحاجات النفسية الأساسية لكل فرد منا، ونجد أننا نسعى للحصول على شريك الحياة الذي نشاركه في تفاصيلها، ويكون لنا سند ودعم وأمان في ظل تقلبات الحياة وصعوباتها التي لم ولن تنتهي، فلماذا نتزوج؟ وهل للزواج شروط محددة؟ ومتى يكون العمر مثاليًا لدخول القفص الذهبي؟ وكيف تختلف عادات الزواج عند الشعبين الصيني والأمريكي وعند العرب؟ هل للزواج أركان وأساسات؟ ولماذا يتأخر عمر الزواج عند الكثير في الوقت الحالي؟ كل هذا وأكثر سنتحدث عنه في هذا المقال.

تعريف الزواج

تتعدد تعريفات الزواج ومن ضمنها: ^[١]

• الزواج لغة: هو كلمة عربية تعني الاقتران بين شيئين والازدواج بينهما بعد أن كانا منفردين.
• الاصطلاح الفقهي للزواج: هو ميثاق شرعي قائم على الرحمة والمودة والسكينة بين رجل وامرأة غير محرمين على بعضهما البعض.
• نظرة اجتماعية لمفهوم الزواج: إن الزواج بمعانيه المختلفة هو شراكة عهدية، ورابطة وعقد بين رجل وامرأة ملتزمين بحقوق وواجبات، وليس ذلك فقط، وإنما يشمل التربية والرعاية والحماية للأجيال الآتية.^[٢]

شروط الزواج

تتحدد شروط الزواج بالنقاط التالية:^[٣]

• بناء على اتفاقية الرضا بالزواج، والحد الأدنى لسن الزواج، وتسجيل عقود الزواج الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخ في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1964: فإنه يشترط أن يكون الزواج برضا الطرفين رضاء تامًا بدون أي إكراه، بالتعبير الشخصي لكل منهما عن هذا الرضا بعد الإشهار، وبوجود السلطة المسؤولة عن عقود الزواج وبحضور شهود بناء على أحكام القانون.
• يشترط الالتزام بالسن القانوني للزواج المنصوص عليه في قانون الدولة.
• يشترط تسجيل عقد الزواج في سجل رسمي.

أهداف الزواج وغاياته

يتحقق التالي عن طريق الزواج:^[٤] 

• يتحقق البقاء الإنساني عن طريق التكاثر، ويتم ذلك من خلال الزواج.
•  يحقق الزواج للفرد غاية تأسيس عائلة.
• يحافظ الزواج على نقل الخبرات والثقافة للأجيال القادمة.
• يتزوج الأشخاص لتحقيق الحاجات النفسية مثل السكينة، والحب، والتعاطف وتحقيق الحاجات الجسدية.^[٢]
• يحمي الزواج أفراد المجتمع من الانحلال الأخلاقي والسلوكي والأمراض.^[٥]

السن المناسب للزواج

اتفق علماء النفس أنه لا يمكننا تحديد عمر بعينه والقول إنه الأنسب للزواج، بل يتحدد ذلك تبعًا لعدة عوامل تختلف باختلاف الجنس للذكر وللأنثى، ويكون السن المناسب لزواج الرجل بالتوقيت الذي يكون أهلًا فيه لإقامة منزل الزوجية وتجهيزه، وأن تكون له وظيفة ثابتة، أما بالنسبة للأنثى، فإن الاستعداد للزواج أسهل من الشاب من حيث المتطلبات.^[٦]

تم إصدار عدة بيانات دولية متعلقة بهذا الشأن، منها البيان الذي أصدرته لجنة حقوق الطفل واللجنة المتخصصة بالقضاء على التمييز ضد المرأة عام 2018 يدعو الدول إلى رفع سن الزواج إلى سن 18 للفتيات، وذلك لعدة أسباب منها أن يستطيع الزوجان التعبير عن الموافقة الكاملة؛ إذ إن الزواج المبكر لا يعد معاملة إنسانية، بل هو معاملة مهينة وقاسية.^[٧]

أنواع الزواج

فيما يلي أبرز أنواع الزواج:

أنواع الزواج من ناحية الشريعة الإسلامية

وهو كما يلي:^[٨]

• الزواج اللازم: مستوفي الشروط في صحته ونفاذه ولزومه، وبناء عليه، تؤدى الحقوق الزوجية المتعلقة بالمهر والنفقة وغيرهما.
• الزواج غير اللازم: الذي يستوفي أركانه وشروط صحته ونفاذه، وفقد شرطًا من شروط اللزوم.
• الزواج الموقوف: وهو الذي استكمل أركانه وشروطه، وفقد شرطًا من شروط النفاذ.
• الزواج الباطل: وهو ما فقد ركنًا من أركانه أو شرط من شروط صحته، ولا ينتج عنه شيء من ما ينتج عن الزواج الصحيح.

أنواع الزواج عمومًا

وهي كما يلي:^[٢]

• التقليدي: زواج الأقارب، والتعددي، والزواج المرتب.
• غير التقليدي: الزواج المختلط، والسري، والمسيار، والزواج العرفي، والزواج المدني.

أركان الزواج

تمثل النقاط التالية الأركان الأساسية للزواج من منظور نفسي:^[٩]

• أهمية تعزيز خرائط الحب: إن الاهتمام والارتباط العاطفي من أهم أركان الزواج، فكيف سترتبط بعائلتك عاطفيًا وأنت لا تعرفهم عن قرب، ولا تعرف ماذا يحبون؟ أن معرفة الشريك لا تقتصر فقط على معرفة الأمور السطحية، بل الفهم الحقيقي والمعرفة الحقيقية لفلسفات الشخص، مبادئه وأهدافه.
• الاحترام: والذي يظهر من خلال الاستماع الفعال للشريك والأخذ برأيه وبالتعامل الفعال مع المشاكل بعدم جعلها تتراكم وتتفاقم، ومواجهتها والتواصل سويًا لحلها.
• تقبل الاختلاف: من طبيعة البشر الاختلاف، لذلك لم يكن التشابه شرطًا من شروط الزواج الناجح، بل وجود معانٍ مشتركة وأدوار متفقة عليها بين الشريكين، ويجب التعامل مع الاختلاف على أنه أمر طبيعي وواقع موجود، ومن المفيد تجاوز الأخطاء وتفهم الاختلاف.

معوقات الزواج

من الأمور التي تقف حائلاً أمام الزواج:^[١٠]

• الجانب الاقتصادي: أثرت البطالة بشكل كبير على الزواج، حيث إن الشاب أصبح غير قادر على إيجاد فرصة عمل مناسبة لإقامة منزل الزوجية.
• الجانب الاجتماعي: ومنه التقاليد الاجتماعية والأعراف التي تقف حائلًا أمام الزواج، ويتضمن هذا الجانب أيضًا تجنب الشباب الزواج من المرأة الأكبر عمرًا منه أو الأكثر علمًا.
• الجانب الثقافي: من أبرز العوامل المؤثرة هو صراع الأدوار ومحاكاة الغرب.
• الجانب النفسي: وضع توقعات مثالية لشريك الحياة ووجود أفكار غير صحيحة عن الزواج.

طقوس الزواج وعاداته حول العالم

تشترك أغلب الدول في الكثير من عادات ومراسم الزواج، وفيما يلي بعض الأمثلة:

مراسيم الزواج التقليدي في الجزائر

وهي كما يلي:^[١١]

• المراسم التحضيرية: وتتمثل في الخطبة، وقراءة الفاتحة والحناء.
• المراسم الأساسية أو المركزية: وتمثل العرس وليلة الدخلة.
• المراسم المتممة: صباح ليلة العرس.

مراسم الزواج بين الثقافة الصينية والثقافة الأمريكية

وهي كما يلي:^[١٢]

• في الصين، تتمثل مراسم الزواج في الانحناء للجنة والأرض إظهارًا لاحترام الله وللطبيعة، والانحناء للوالدين إظهارًا للامتنان والتقدير، وينحني الزوجان لبعضهما البعض حبًا واحترامًا، بالإضافة إلى عرض السيارات المزينة بالورود والأقمشة الملونة، والذي يوجد فيه العروسان والأقارب، ونلاحظ أن مراسم الزواج هنا تركز على انخراط العائلتين؛ نظرًا لطبيعة الثقافة حيث ينظر لمراسم الزواج أنّها فرصة لاتحاد عائلتين، ويعد عدم حضور مراسم الزواج بعد وصولك الدعوة هو أمر غير لائق، ويفترض إرسال كيس أحمر فيه مبلغ من المال للعروسين إن لم تحضر.
• في الولايات المتحدة الأمريكية، تتمثل طقوس الزواج في مشاركة العهود المتعلقة باحترام بعضهم البعض، والحب، بالإضافة إلى تقليد رمي الورد الذي يرمز إلى نقل الحظ للآخرين، وفي الثقافة الأمريكية الفردية، ينظر للعرس بمنظور رومنسي قائم على الحب واختيارات الزوجين بحرية في كل تفاصيله، وإذا وصلتك بطاقة الدعوة إلكترونيًا، ولم تستطع الحضور، فإنك تقدم اعتذارًا للعروسين فقط.