يعدّ العنف ضد المرأة أحد أشكال انتهاك حقوق الإنسان، وغالباً ما يكون هذا الاعتداء من قبل الزوج، حيث يسعى من خلال استخدامه للسلوك العنيف أو التهديد إلى السيطرة على الشريك بعدة طرق؛ العنف الجسدي كالضرب، والدفع، والركل، ويزداد شدة وتكرارًا مع مرور الوقت، بالإضافة إلى العنف الجنسي، والعنف اللفظي المتمثل بالإساءة والشتم، والعنف النفسي المتمثل بالتخويف، والنقد، واللوم، وعزل الضحية، والعنف الاقتصادي كالحرمان، وسيختص هذا المقال بتوضيح العنف الجسدي وتأثيراته الجسدية والنفسية وكيفية علاجها.[١][٢]


تأثير الضرب على نفسية الزوجة

يعد المنزل مكانًا مليئاً بالدفء والأمان، لكن بالنسبة لضحايا العنف المنزلي، فهو ليس سوى ملجأ للرعب، إذ إنّ الآثار النفسية والعاطفية للعنف المنزلي بالفعل مدمّرة، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:[٣]

  • الخوف: تشعر الزوجة المعنّفة بالخوف الدائم من زوجها ومن تعنيفها له، ممّا يجعلها تمتنع عن طلب المساعدة من الآخرين خوفاً من انتقامه.
  • الخجل: يرافق الشعور بالخوف من الزوج الشعور بالحرج والخجل خاصة إذا كان الضرب والإساءة أمام الأبناء.
  • الشعور بالنقص: يشعر الضرب الزوجة بالضعف والنقص وقلة الثقة بالنفس، وأن لا قيمة لها.
  • العزلة: قد تلجأ الزوجة التي تتعرض للعنف والضرب من زوجها إلى سلوك العزلة عن الآخرين والبقاء لوحدها.
  • الكوابيس: إذ تعاني الزوجة المعنفة من اضطرابات في النوم، كما تتعرض للكوابيس الليلية.
  • فقدان الأمان: إذ تشعر الزوجة بعدم الأمان تجاه زوجها والآخرين، وأنها معرضة للعنف بأي لحظة.


اضطرابات نفسية تنشأ بسبب الضرب

تعد النساء اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي أو سوء المعاملة أكثر عرضة للإصابة باضطراب أو أكثر من الاضطرابات النفسية التالية:[٤][٥]

  • اضطراب ضغط ما بعد الصدمة (PTSD): يمكن تعريف الاضطراب بأنه مجموعة من ردود الفعل النفسية والاجتماعية والانفعالية الناتجة عن التعرّض لموقف صادم ينطوي على الخطورة والتهديد أو الفقدان، لهذا نجد أن أعراض الاضطراب تنطبق على النساء المعنّفات مقارنة بالنساء غير المعنّفات.[٦]
  • الاكتئاب: تعد النساء الأكثر تعرضاً للعنف من قبل الزوج أكثر عرضة للاكتئاب وإيذاء الذات، كما أنّ هناك علاقة تربط بين التعرّض للعنف الجسدي وبين الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • سوء استخدام العقاقير: إذ يؤدي العنف إلى الإفراط في استخدام الأدوية، وتعاطي الكحول والمخدرات.
  • الأفكار الانتحارية: إذ تتراود في أذهانهن الكثير من الأفكار الانتحارية للتخلص من العنف.
  • اضطرابات الأكل: وتتمثل إمّا بالزيادة المفرطة في تناول الطعام أو بالنقصان أي فقدان الشهية.
  • اضطراب الشخصية الحدية: والذي يؤثر على الحالة المزاجية للمرأة وعلاقاتها وصورتها الذاتية، وسلوكها غير مستقر، ويمكن أن يضر بحياة أسرتها وعملها.
  • اضطرابات أخرى: كاضطرابات القلق، بالإضافة إلى نوبات الهلع التي قد تتعرض لها.


نصائح آمنة لمن تتعرض لعنف الزوج

إذا كنتِ تعتقدين أنك تتعرضين لسوء المعاملة، فاطلبي المساعدة فوراً، وسندرج لك فيما يلي بعض الإرشادات لمساعدتك على الحصول على الأمان والدعم:[١]

  • شاركي مخاوفك مع صديقة موثوقة أو فرد من أفراد العائلة، وقومي بوضع خطة عندما تحتاجين للمساعدة مثل رموز أو عدة كلمات تعبيرية تساعدك على التواصل معهم عندما تحتاجين إلى ذلك.
  • ضعي استراتيجية هروب؛ مثل أن تقولي أنكِ بحاجة للذهاب إلى الصيدلية أو البقالة، وبمجرد الوصول اطلبي استخدام الهاتف لطلب المساعدة، وفكّري في أسباب معقولة لمغادرة المنزل في حالة الخطر.
  • احتفظي بهاتفكِ دائماً مشحوناً واجعليه قريباً منكِ وخزّني الأرقام المهمة مثلاً؛ صديقة، أو الشرطة، أو أحد أفراد الأسرة، وإذا شعرتِ أنّ حياتك في خطر فلا تتردي في الاتصال بالجهات الأمنية.
  • حددي مستوى عنف شريكك، إذ يمكن أن يساعدك ذلك في توقع متى قد يتصاعد العنف لديه.


كيفية علاج الآثار النفسية لضرب الزوجة

كما تتطلب الإصابات الجسدية الرعاية والاهتمام، فإنه من الضروري أيضاً معالجة الآثار النفسية والعاطفية، وعلى الرغم من استمرار الآثار النفسية والاجتماعية للعنف المنزلي لفترة طويلة حتى بعد أن تترك الضحية الشريك الذي يسيء معاملتها، إلّا أنّه يمكن معالجة الأعراض الناتجة عن سوء المعاملة أو الصدمة بأنواع مختلفة من العلاجات، ويمكن أن يساعدك مختصاً في المجال النفسي في التعامل مع مشاعرك وتعليمك طرق جديدة وصحية للتعامل معها، وفيما يلي توضيح لبعض هذه العلاجات:[٥][٧]

  • العلاجات السلوكية المعرفية الرسمية (CBTs) والعلاجات التي تركز على الصدمات، والتقنيات القائمة على العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج بالأدوية، إذ يمكن أن يعمل الدواء جنباً إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي؛ كالأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.
  • العلاجات السلوكية مثل تقنيات الاسترخاء، والعديد منها يعتمد على العمليات السلوكية المعرفية.
  • العلاجات الإنسانية مثل العلاج الداعم التوجيهي.
  • العلاجات التكاملية بما في ذلك المقابلات التحفيزية.
  • التدخلات الأخرى ذات التوجه النفسي مثل؛ العلاج بالفن، والتأمل، والعلاج السردي.

المراجع

  1. ^ أ ب unwomen (0000), "Frequently asked questions: The signs of relationship abuse and how to help", unwomen, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  2. Not Determined (0000), "Domestic Violence", foryourmarriage, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  3. GoodTherapy.org Staff (17/10/2014), "The Psychological Wounds of Domestic Violence", goodtherapy, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  4. Parker Rhian (19/2/2019), "How domestic violence affects women’s mental health", theconversation, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Not Determined (0000), "Abuse, trauma, and mental health", womenshealth, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  6. جلال كايد ضمرة، أعراض قلق ما بعد الصدمة لدى عينة من النساء المعنفات في الأردن، صفحة 2302. بتصرّف.
  7. Not determined (15/5/2018), "Psychological therapies for women who experience intimate partner violence", https://www.ncbi.nlm.nih.gov/, Retrieved 19/9/2021. Edited.