يعد الزواج هو مشروع العمر، وتعتبر السنة الأولى منه السنة الحاسمة والأصعب على الزوجين لكي يتفاهما ويتكيفا مع بعضهما البعض، إذ إن جميع الأمور اللازمة للزواج الناجح كالثقة والتفاهم تكون في بداية نشأتها، ويعد الانتقال للعيش مع شخص جديد والتكيف مع أسلوب حياته وعاداته وذوقه أمراً صعباً في البداية، حيث يحتاج أن يتمتع كلا الطرفين بالصبر والتفاهم والحوار الناجح بينهما لتخطي هذه المرحلة الصعبة من الزواج بنجاح.[١]
صعوبات أول الحياة الزوجية
هناك العديد من الصعوبات التي يمر بها الزوجان في بداية زواجهما، من أهمها ما يلي:[٢]
- الفرق بين التوقعات والواقع: يجب أن يضع الشخص المقبل على الزواج باعتباره دوماً أن الشريك يختلف قبل الزواج عن بعده، إذ يبذل الكثير من الأزواج جهدًا لإعجاب الطرف الآخر قبل الزواج، ولكن بمجرد زواجهما تبدأ اهتماماتهم تميل تدريجياً نحو المسؤوليات الأخرى، فتنكشف جوانب أخرى جديدة من شخصية كل منهما.
- عدم فهم كلا الزوجين لشخصية الطرف الآخر جيداً: حيث لا يتوقع في بداية الزواج أن يكون مستوى التفاهم بين الزوجين عالياً، ولكن إذا توفر عنصرا الاحترام والثقة بينهما، فإن ذلك كفيل بإنجاح العلاقة.
- الفروقات الشخصية: عند اجتماع شخصيتين مختلفين لمشاركة حياتهما معاً، يجب أن يكون الاحترام هو أساس العلاقة، ولكن في الكثير من الأحيان يميل بعض الأزواج إلى اعتبار الطرف الآخر أمراً مسلماً به، ويفشلون في احترام الحدود والفروق الشخصية، مما يؤدي إلى حدوث الخلافات.
- عدم الالتزام: حيث يوجد الكثير من الأزواج خاصة في بداية الزواج لا يقضون الوقت مع زوجاتهم، ولا يخرجون معهم في الإجازات، ولا يشعرون بالمسؤولية تجاههم، مما يؤدي إلى حدوث المشاكل وتضخمها مع الوقت.
- صعوبة التكيف والتواصل: قد يكتشف بعض الأزواج في بداية زواجهم أشياء كثيرة لا تعجبهم في الشريك؛ كبعض السلوكيات أو الأفعال، في هذه الحالة يجب إخبارهم بطريقة غير مؤذية ودون استخدام كلمات قاسية تزعجهم، وإذا كانت هذه الأشياء التي لا تعجبهم ثانوية أو بسيطة يمكن التغاضي عن الأمر ومحاولة التكيف معها.
- مشاكل مع أهل الزوجة أو أهل الزوج: تعتبر هذه المسألة السبب الجذري لمشاكل بداية الزواج، لذلك لا بد للزوجين أن يفهما أنه من واجبهما حماية زواجهما من التأثيرات الخارجية، واحترام عائلات بعضهما البعض، وإبعادهم عن أي خلافات، وألا يسمحوا لأي شخص بخرق حدود الزواج من الأهل.
- التغيير المفاجئ في أسلوب حياة الشخصين: حيث إن أي شخص قبل الزواج يمتلك وقته بالكامل، ولكن بمجرد الزواج لا يعود الأمر كذلك، فعليه قضاء بعض الوقت مع الطرف الآخر ومع أهله، وهو ما يعتبر أحد مسببات المشاكل في السنة الأولى من الزواج.
- المشاكل المتعلقة بالأمور المالية: المسائل المالية بين المتزوجين حديثاً هي موضوع حسّاس ويتم تجنبه من قبل الزوجين في بداية الزواج خوفاً من نشوء الخلاف، حيث يجب التكلم في هذا الأمر لأهميته، وفهم الوضع المالي لكلا الزوجين.
كيفية تقوية العلاقة بين الزوجين في أول الحياة الزوجية
هناك العديد من الأمور التي تساعد على تقوية العلاقة بين الزوجين في بداية الحياة الزوجية، نذكر منها التالي:[٣]
- الاحترام: أن تفهم الاختلافات بين الزوجين في بداية الزواج واحترامها والتكيف معها أمر بالغ الأهمية لاستمرار أي علاقة.
- التواصل الدائم بين الزوجين: يعد التحدث بصراحة مع الشريك عن حياتك واهتماماتك وأحلامك طريقة مميزة لتقوية العلاقة بينكما.
- الخروج من المنزل وقضاء وقت ممتع معاً: حاولا تحديد موعد أسبوعي تقضيانه خارج المنزل، حيث يمكن تناول وجبة العشاء أو المشي في حديقة، فهذا من شأنه تقوية العلاقة بينكما، خصوصاً في بداية الزواج.
- التسامح: يعتبر التسامح في بداية الزواج خطوة مهمة جداً لتجاوز الكثير من صعوبات المرحلة.
- الاعتذار عند الخطأ: حيث لا بد من أن يقدّم الطرف المخطئ اعتذاره للطرف الآخر، وأن يعترف بالخطأ لتجاوز الكثير من المشكلات.
- عدم فرض السيطرة على الشريك: في الزواج الصحي يتمتع الزوجان بالاحترام المتبادل لبعضهما البعض، وتقبل آراء بعضهم البعض بالحوار الهادئ، وعدم فرض الرأي والسيطرة لأي منهما على الآخر.
- التقدير: إن تقدير كلا الزوجين لمساهمة شريكه في مؤسسة الزواج وتشجيعه عليها سواء أكانت مساهمة مادية أم عاطفية، تساعد في تقوية العلاقة بين الزوجين.[٤]
كيفية تجنب المشاكل في أول الحياة الزوجية
هناك العديد من الأساليب لتجنب المشاكل في أول الحياة الزوجية:[١]
- التحدث في الشؤون المالية: حيث يجب التخطيط للنفقات الشهرية وتقاسم الأعباء المالية إن كان كلا الزوجين يعملان، ولا بد أن يكون كلا الشريكين صريحين مع بعضهما إن كان على أي منهما قروض أو ديون ضخمة أو وظائف غير مستقرة أو أي أزمة مالية محتملة.
- التحدث عن التوقعات: تصل الكثير من حالات الزواج إلى مستوى سيئ من المشاكل عندما يكون مستوى التوقعات من أحد الطرفين عالياً جداً، أو لا يتم إيصالها بشكل واضح للطرف الآخر، حيث لا بد من مشاركة التوقعات مع الطرف الآخر وفهم توقعاته أيضاً بوضوح.
- أهمية الأفعال البسيطة في بداية الزواج: إن القيام بالأفعال البسيطة كمساعدة الزوجين لبعضهما البعض في الأعمال المنزلية، أو الإيماءات التي تظهر المودة من خلال لغة الجسد، تسهم بشكل كبير في إضفاء جو السعادة بين الزوجين.
- لا منافسة بين الزوجين: الزواج علاقة تكافؤية لا تنافسية، ولا يجب أن يعتقد أي من الطرفين أنه متفوق على شريكه، بل يجب التواضع بينهما، واحترام كل منهما الآخر.
- الزوجان مصدر قوة لبعضهما: حيث إن بداية الزواج هي مرحلة انتقالية وليست دائمة، لذلك يجب أن يكون كلا الزوجين هادئين وصبورين، وأن يصبح كل منهما مصدر قوة ودعم للطرف الآخر.
- عدم تتبع العثرات: أن تتبع زلات الشريك أو حتى الخدمات التي يقدمها فكرة سيئة للغاية، وتقود إلى تدمير العلاقة.
- تعزيز العلاقة بين الزوجين: وذلك بقضاء وقت ممتع، والاهتمام بتفاصيل الشريك، والوقوف إلى جانبه في الأوقات الصعبة.
- منح المساحة الخاصة لكلا الطرفين: من المهم قضاء الزوجين في بداية الزواج الكثير من الأوقات معاً، ولكن على نفس القدر من الأهمية معرفة متى يجب أن تترك الشريك بمفرده، أو تمنحه المساحة المطلوبة، فقد يرغب الشريك في الاسترخاء أو الخروج مع الأصدقاء.
أخطاء يجب تجنبها في أول الحياة الزوجية
هناك الكثير من الأخطاء التي ينبغي تجنبها في بداية الحياة الزوجية، نذكر منها ما يلي:[٥][٦]
- غياب لغة الحوار والتواصل البناء.
- محاولة أحد الطرفين إلغاء شخصية الطرف الآخر.
- عدم توزيع المسؤوليات بين الطرفين، أو توزيعها بصورة غير عادلة.
- عدم التحدث في الشؤون المالية، حيث يميل بعض الأشخاص في بداية زواجهم إلى تجنب الحديث في الشؤون المالية خوفاً من حدوث خلاف، فإن عدم التحدث في ذلك يؤدي إلى الشعور بالاستياء، وانعدام الثقة، وسوء الظن بين الطرفين.
- السكن مع الوالدين أو أهل الزوج في بداية الزواج، حيث يحتاج الأزواج الجدد إلى وقت للتواصل مع بعضهما البعض، ووجود مساحة من الخصوصية لترتيب حياتهم الخاصة، لذلك يجب أن يبذلا جهدهما للعيش وحدهما خلال السنوات الأولى من الزواج.
- عدم تعديل العادات المزعجة لدى كل من الطرفين، حيث يجب أن يتحدث الزوجان حول السلوكيات والعادات التي تزعج كل منهما في الآخر، وإجراء التعديلات اللازمة قبل أن تتفاقم الأمور، ويصعب السيطرة عليها.
نصائح لأول الحياة الزوجية
من أهم النصائح التي ينبغي أن يتبعها الأزواج في بداية الحياة الزوجية ما يأتي:[٧]
- الواقعية ومعرفة أن التوافق مع شريك الحياة سيأتي تدريجياً، وأن مرحلة بداية الزواج هي مرحلة مؤقتة سيتم تجاوزها ولا بد فيها من الصواب والخطأ، فالعبرة ليست بقلة الاختلاف، والسعادة ليست في اختفاء المشكلات، بل في القدرة على الاستفادة من كل حدث وتوظيفه على أنه خبرة يمكن الاستفادة منها في الأيام القادمة.
- اقتراب كل من الشريكين خطوة باتجاه الآخر، والتنازل عن بعض طباعه وسلوكه ومطالبه في سبيل الوصول إلى منطقة وسط.
- لا وجود للمثالية، وليس هناك أشخاص مثاليون، والصورة التي كان عليها شريكك في فترة الخطوبة أنت من يتحمل مسؤوليتها، وعليه فإن رؤية وجهه الحقيقي لا تعني أنك ضحية بقدر ما تعني أنك بحاجة إلى توطين نفسك على التعامل مع الحقائق.
- الحب يسكن في التفاصيل، ويتشكل من اهتمام كل طرف بتفاصيل حياته وتفاصيل شريكه.
- الرجل الحقيقي هو القادر على أن يكون رجلاً في عين زوجته لا رجلاً عليها، كما يتعامل بهدوء وثقة، ولا يضطرب أمام الاختلاف، وهو الذي يشجع زوجته على الإنجاز ولو كان بسيطاً، ويشكرها على المعروف ولو كان صغيراً.
- المرأة الذكية هي التي تشعر زوجها أنه أهم من كل الرجال، وتقدره جيداً، وتشجعه على التقدم في مشوار حياته، وتكون عوناً له على الأيام.
- البيوت أسرار، والسماح للآخرين أن يشاركوا خصوصيات الزوجين يعد أمرًا شديد الخطورة.
المراجع
- ^ أ ب Sanjana lagudu (17/7/2020), "First year of marriage : why it is the hardest and tips to make it better ", Mom junction , Retrieved 17/8/2021. Edited.
- ↑ Sarah (25/6/2021), "9 problems almost every couple faces during the first year of marriage ", Bonology, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ Wayne Parker (3/3/2020), "13 ways to strengthen a marriage and avoid divorce ", Very well mind, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ Lina guillen, "Top 20 secrets to building a great marriage ", Divorce net, Retrieved 14/8/2021. Edited.
- ↑ "Don't make these mistakes early in your marriage ", Greene crow and Smith trial lawyers , 31/3/2017, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ كريم الشاذلي ، سحابة صيف، صفحة 68-70. بتصرّف.
- ↑ كريم الشاذلي ، لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج، صفحة 145-149. بتصرّف.