ما هو دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية؟

يأخذ الطفل أول الدروس في كيفية تعامله مع المجتمع الكبير الذي سيعيش فيه عندما يصبح إنسانًا ناضجًا من المجتمع الصغير الأول الذي يجد نفسه فيه بعد ولادته، ألا وهو أسرته، فيتعلم أن يتعامل مع الناس بالطريقة ذاتها التي يتعامل بها والداه وإخوته معهم، ومن خلال الأسرة يتعلم الطفل كيف يثق بالآخرين، وكيف يبني الصدقات المختلفة معهم، وكيف يجد الراحة مع الآخرين أيضًا.[١][٢]




يشير مصطلح التنشئة الاجتماعية إلى عملية التفاعل التي يتعلم من خلالها الطفل عادات ومواقف وقيم ومعتقدات المجموعة الاجتماعية التي ولد فيها.




كيف تساهم الأسرة في التنشئة الاجتماعية للطفل؟

يبدأ الطفل منذ نعومة أظافره بزيارة الآخرين برفقة والديه، واستقبالهم في منزل الأسرة أيضًا، والالتقاء معهم في الحدائق والمطاعم والأماكن العامة، وخلال ذلك يتمكن من مشاهدة أطفالهم والتعامل معهم أثناء اللعب، مما تتيح الفرصة أمامه لتكوين صداقات جديدة معهم، وتعلم كيفية التواصل معهم، لغويًا وجسديًا، ويكمن دور الأسرة الرئيسي هنا في مراقبة سير هذه العملية، والتأكد من أنها تسير في مسارها الصحيح، من خلال مراقبة سلوك الطفل مع أقرانه، وسلوكهم هم معه، وسلوك البالغين مع الطفل كذلك، للتأكد من إمكانية تكوين صداقة طويلة الأمد معهم أم لا.[٣]




الآباء والأمهات الذين يمتلكون علاقات إيجابية مع الأصدقاء والعائلات ومجتمعهم المحلي يكونون أكثر قدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق أهدافهم وتربية أطفالهم بنجاح وتنشئتهم تنشئةً اجتماعيةً سليمة.




ما هي أهمية التنشئة المجتمعية السليمة للطفل؟

تؤثر الشبكات الاجتماعية الإيجابية على نحوٍ مباشر على نمو الطفل، وذلك من خلال منحه فرصًا للتفاعل مع مجموعة كبيرة من الأطفال الآخرين، بالإضافة إلى البالغين الآمنين والمهتمين، وعندما يكون للطفل صلات مع بالغين آخرين، فإنه يكون قادراً على تجربة مجموعة أكبر من الأنشطة، عدا تلك التي يقوم بها مع والديه، وقد يطور اهتمامات جديدة تختلف عن تلك الموجودة في المنزل، وتوفر له المزيد من الفرص لتطوير التفكير المرن لديه وفهم وجهات النظر المختلفة للآخرين.[٣]


يجدر التنويه أيضًا إلى أن عدد الأصدقاء البالغين الموثوق بهم في الشبكة الاجتماعية للعائلة يؤثر بشكل إيجابي بسعادة الطفل، ويضمن له الحصول على المزيد من الصداقات مع الأطفال الآخرين، والمشاركة الأكبر في العلاقات المجتمعية، وعندما تكون العائلات مرتبطة بمجتمعاتها، فمن المرجح أن يدخل الأطفال المدرسة وهم على استعداد للنجاح والتقدم والتعامل مع الجميع بشكلٍ صحيح خلال ذلك.[٣]


بشكل عام، يجب علينا جميعًا كبشر أن نتعلم كيفية تكوين العلاقات مع بعضنا البعض وكيف نحافظ عليها، ويتم بدء هذه المهارات وتقويتها مع الأسرة، وهنا يجدر التنويه إلى أهمية إعطاء الطفل الأدوات اللازمة لتنمية العلاقات الشخصية قبل أن يتعلم مهارات التكنولوجيا وينخرط في عالمها الواسع، حيث يمكن لهذه المهارات أن تساعد الطفل على تجنب بعض الآثار السلبية الشائعة للتكنولوجيا على الأطفال، وهذا ليس أمرًا معقدًا فمجرد التحدث إلى الطفل أثناء العشاء عن يومه بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية؛ يفعل الكثير لتعزيز المهارات الشخصية، وتعليم الطفل كيفية التفاعل مع الآخرين وجهًا لوجه.



المراجع

  1. "role-of-family-in-child-development", all4kids, Retrieved 4/4/2023. Edited.
  2. "Roles of Family in Socialization", assignmentpoint, Retrieved 4/4/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Roles for Parents in Socializations", eclkc.ohs.acf, Retrieved 4/4/2023. Edited.