تأثير الصديقات على حياة المرأة المتزوجة

تلجأ بعض النساء المتزوجات إلى صديقاتهن عند المرور بمشكلة ما، وذلك للحصول على الدعم، والاحتواء، أو الاستفادة من واقع تجاربهن، لا سيما إن كنّ متزوجات أيضاً، وهو ما قد يوقعها في مشكلتين إحداهما ترتبط بعدم أمانة بعض الصديقات فيما يقدمنه من نصائح قد تؤدي إلى زيادة حجم المشكلة لا حلّها، والثانية ترتبط بخصوصية كل علاقة وتميّزها عن العلاقات الأخرى، مما يعني أساليب تعامل وحل مختلفة للمشكلات في كل حالة من هذه الحالات.

التأثير الإيجابي للصداقات على حياة المرأة المتزوجة

لوجود الصديقات في حياة المرأة المتزوجة إيجابيات تظهر على حياتها الزوجية بالصور الآتية:^[١][٢]

الحصول على الدعم العاطفي الفعّال

يعرف عن النساء حاجتهن إلى الفضفضة والبوح المستمرين لما يختلجهنّ من مشاعر قلق، وخوف، وتوتر أكثر من الرجال، لذا فإن وجود بعض الصديقات الأمينات ممن يمكن الفضفضة إليهن عند حزن المرأة قد يساعدها على تهدئة نفسها، واستعادة توازنها الانفعالي بعد أي أزمة تمر بها.

مشاركة التجارب والخبرات

يقدّم الأصدقاء الحقيقيّون المشورة والدعم لأصدقائهم الذين يمرون بمشاكل زوجية معينة، إذ تخضع العلاقات الزوجية -كما باقي العلاقات- لمفهوم اختلاف وجهات النظر قد يؤدي إلى حل، وبالتالي فإنّ تقديم النصيحة المدروسة لأحد الأصدقاء، واطلاعه على نتيجة تجربته فيما يشابهها -إن وُجد- تحسّن من جودة العلاقة الزوجية، وتدفعها للمضي إلى الأمام.

التحفيز على المضي قدماً

لا شكّ أن اطّلاع المرأة المتزوجة على إنجازات صديقتها في نطاق أسرتها، وما تقدّمه لشريكها وأطفالها، وما تصنعه في منزلها يعتبر حافزاً كبيراً لجعلها تسعى لأن تكون نسخة أفضل من نفسها كل يوم، فبعض الأشخاص يمكننا اعتبارهم نموذجاً إيجابياً يحفّزنا نحو الأفضل.^[٣]

تعزيز الهوية الاجتماعية للزوجين

يؤدي وجود عدد من الصديقات حول الزوجة إلى احتمالية تكوين شبكة من الصداقات التي تربط بين هذين الزوجين، وعدد آخر من الشركاء؛ مما يعزز الهوية الاجتماعية، ويؤثر بشكل إيجابي على علاقتهما، ويحافظ عليها متجددة ومنتعشة.

المساعدة على حل المشكلات

لا تخلو العلاقات الزوجية من بعض المشكلات التي تواجه الطرفين، ومنها ما يستطيعون حلّه بمفردهما بتقريب وجهات النظر أو غيرها، ومنها ما لا يستطيعون تجاوزه وحدهم، وهنا يأتي دور بعض الصداقات الحقيقية للدخول كوسيط في هذه العلاقة للعمل على تقريب وجهات النظر، وتقديم الضمانات اللازمة مما يساعد على حلّ النزاعات.

تأثير الصداقات السلبي على حياة المرأة المتزوجة

تعطي علاقات الصداقة نتيجة عكسية لما وُجدت لأجله في بعض الأحيان، فتسبب المشاكل الزوجية للمرأة المتزوجة، أو تفاقم منها، وذلك كالآتي:^[٢][١]

الدخول كطرف ثالث في العلاقة

تدخل بعض الصديقات في علاقة إحدى صديقاتها الزوجية بداعي التعرّف على زوج صديقتها الجديد، أو حل مشكلة زوجية وقعت بينهما، أو التنسيق معه لمفاجأتها بمناسبة تخصها مثلاً، ولا تخرج إلّا وقد كوّنت علاقة غرامية مع هذا الزوج، أدت إلى انفصال زوجته عنه، أو خيانته لها.

تقديم نصائح مغلوطة

يرى كل شخص منّا الأمور من منظور حياتي مختلف، ويتفاعل معها بطريقة معينة يراها الأنسب وفقا لشخصيته، وهو ما يدفع بعض الصديقات لتقديم معلومات مغلوطة لصديقتهن المتزوجة حول حقوقها، وواجباتها الزوجية، وطريقة التعاطي مع المواقف الحياتية المختلفة؛ مما يضرّها ولا ينفعها، ومن ذلك ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الزوجية لا حلّها، بالإضافة إلى وجود بعض رفيقات السوء اللاتي يسعين إلى هدم علاقة هذه الصديقة بزوجها بدافع الغيرة، أو الحقد، أو الحسد عن طريق تقديم نصائح مكذوبة تؤدي إلى زيادة نار الفتنة بين الزوجين لا إخمادها.

الدخول في حيّز المقارنات

لكل فرد نمط حياة يميّزه عن الآخرين، ويتماشى مع مستواه الاجتماعي، وقدراته المادية المتاحة، وإنّ من علامات وعي الإنسان قبول هذا النمط والتعايش على أساسه، إلّا أنّ بعض الزوجات قد يتأثرن بما يرينه من مظاهر ترف وبذخ تعيشه صديقاتهن على مستوى المأكل، والمشرب، والسكن، بالإضافة إلى إشعار بعضهن لها بالنقص، وتحقيرهن لمستواها المادي والاجتماعي، ودعوتها إلى التمرّد والمطالبة بما يفوق وضعها المادي؛ وهو ما قد يقض مضجعها، ويدفعها لعقد مقارنات مدمّرة لا تنتهي إلّا بهدم بيتها، وخسارتها لعلاقتها الزوجية.