المشاكل الزوجية: أسباباها، وحلولها، وأكثر

المشاكل الزوجية هي مشاكل تواجه كافة المتزوجين، وقد تجعل الحياة الزوجية مليئة بالقلق والصعوبات بين الزوجين، وقد تصل المشاكل لدرجة أن تُسبب خيبة أمل للزوجين، كما وتسبب أيضًا شكوكًا فيما إذا كان عليهما الاستمرار في هذا الزواج أم لا، وقد تنعكس هذه المشاكل على الزوجين، وعلى أطفالهما بصورة سلبية، وإذا لم يتم التعامُل معها وحلها في وقت مبكر، فقد يحتاج الزوجان للمساعدة من قبل معالجين مختصين في الزواج والأسرة.^[١]

أنواع المشاكل الزوجية

كما تم الذكر، فإن أي زوجين هما معرضان لمواجهة المشاكل فيما بينهما، ومن أبرز أنواع المشاكل الزوجية ما يأتي:^[٢][٣]

مشاكل انفعالية ونفسية

من المشاكل الشخصية والنفسية التي قد تواجه الزوجين:

• أسلوب التواصل: الأساليب التي يتبعها كل من الزوجين في حل المشاكل والتواصل تختلف؛ حيث يعتمد أحدهما أسلوب الصراخ والغضب، والآخر الكتمان والصمت، وهو ما يسبب مشاكل جمّة بينهما.
• لغة الحب: حيث إنهناك 5 لغات للحب وهي: الوقت، والكلمات، والهدايا، واللمس، والأعمال الخدمية، وإذا كان الزوجان يستخدمان لغات حب مختلفة قد لا يتمكنا من الشعور بالحب، وبالتالي قد تحدث المشاكل بينهما.
• الإساءة: تأتي الإساءة في أكثر من صورة؛ جسدية وعقلية وعاطفية، وقد يقوم أحد الأطراف بالإساءة للطرف الآخر، فيمارس العنف ضد شريكه مما قد يُمزق الزواج.
• التوقعات: قد يحصل صدام بين ما يتوقعه الفرد من شريكه وما يحصل حقًا، وبناءً عليه سيمتلئ الزواج في الإحباط والطاقة السلبية.
• الضغوطات اليومية: قد يمر أحد الزوجين في يوم مُرهق، ويصب غضبه واستياءه على الطرف الآخر.
• العادات السيئة: قد يمتلك أحد الزوجين بعض العادات السيئة، ولا يعمل على تغييرها، وهو ما سيؤثر سلبًا على زواجهما وعلاقتهما الزوجية.

مشاكل ثقافية

من المشاكل الثقافية التي قد تواجه الزوجين:

• تقسيم العمل: عندما يكون الزوجان موظفين، فإن تقسيم الأعمال المنزلية تُشكّل عائقًا بين الزوجين؛ حيث إن أغلب الأعمال المنزلية تبقى مسؤوليتها على الزوجة.
• المالية: بعض الأفراد منفقون والبعض الآخر مدخرون، وإذا كان الزوجان مختلفين في هذا الموضوع، فقد ينشأ بينهما مشاكل.
• التربية: قد تختلف أساليب وأفكار الزوجين حول التربية والأطفال؛ مما قد يسبب مشاكل كبيرة بينهما حول طريقة تربية الأبناء.
• عدم المساواة في السلطة: قد يعتقد أحد الأفراد أنه يمتلك سلطة على الطرف الآخر، وأنّه مؤهل لاتخاذ القرارات عن كلاهما، وبالطبع هذا يجعل الطرف الآخر يشعر بالعجز.

مشاكل اجتماعية

من المشاكل الاجتماعية التي قد تواجه الزوجين:

• الاختلافات الشخصية: حيث إن اختلاف السمات والصفات الشخصية عند كل من الزوجين تُسبب الكثير من المشاكل؛ كأن يكون أحدهما اجتماعيًا والآخر انطوائيًا.
• الخيانة: بعض الأشخاص يكونون غير موثوقين، حيث إنهم يلجؤون لخداع شركائهم وخيانتهم مع أشخاص آخرين.
• الملل: مع مرور الوقت يشعر بعض الأفراد بالملل من الزواج، ومن الطرف الآخر، وقد يجعل ذلك العلاقة بين الزوجين تفتر وتُصبح مملة.
• القيم والمعتقدات: وهي الطريقة التي يرى كل منهما العالم بها، والقيم والمعتقدات التي يمتلكها؛ إذا كانت مختلفة عند الزوجين سوف تسبب الكثير من التوتر بينهما.

أسباب المشاكل الزوجية

من أبرز أسباب المشاكل الزوجية ما يأتي:^[٤]

• الاختلاف في الرأي بين الزوجين في القضايا المهمة.
• تفاوت الدخل بين الزوجين، وبشكل خاص إذا كان أحدهما يكسب مالًا أكثر بكثير من الآخر.
• قلة الحميمية العاطفية والألفة في الزواج؛ مما يجعل الطرف المهمَل يشعر بأنه غير مرغوب فيه لدى شريكه.
• التغيير في مظهر أحد الزوجين مع التقدم في العمر، وعلى الرغم من أنه أمر طبيعي ولكن أحيانًا قد لا يتقبل أحدهما الآخر بعد التغيير؛ مما يشعره بخيبة الأمل.
• مواجهة مشاكل في الإنجاب عند أحد الزوجين.
• اختلاف المعتقدات الدينية عند الزوجين؛ مما يجعل كلًا منهما يُمارس الأنشطة الدينية الخاصة به لوحده.
• تعامُل كل من الزوجين بطريقة مُختلفة مع الصدمات؛ حيث يحتاج أحدهما أن يبقى لوحده، بينما يحتاج الآخر لوجود شريكه معه.
• انعدام الثقة عند الزوجين ببعضهما البعض يُشكل عائقًا كبيرًا في العلاقة الزوجية.
• العيش ضمن روتين يومي محدد؛ فقد يكون أحد الطرفين يفضل العيش بشكل روتيني والآخر يحبذ التغيير فيشعر بالملل وبالتالي قد يخلق ذلك مشكلة في زواجهما.

مقترحات حلول للمشاكل الزوجية

من الاستراتيجيات التي يُمكن الاعتماد عليها في حل المشاكل الزوجية ما يأتي:^[٥]

• اهتمام كلا الطرفين بأن يكونا جديرين بالثقة، وذلك بعدم الكذب أبدًا.
• الحرص على قضاء الوقت معًا، والتحدث والنقاش بكل ما يحدث معهما يوميًا، بالإضافة إلى تحديد يوم في الأسبوع مخصص للشريك.
• الاستماع دون إصدار الأحكام أو مقاطعته أثناء الكلام.
• وضع خطط مالية واضحة ومحددة للمستقبل، وقيام كل منهما بالسعي لها.
• البحث عن حلول مُشتركة ترضي الطرفين.
• تحديد مسؤوليات كل فرد، والالتزام بها قطعيًا مع القليل من المرونة في حال انشغل أحد الطرفين.
• تخصيص وقت للعاطفة والحميمية.
• مجاملة الطرف الآخر وتقدير كل ما يفعله.
• الفصل بين الأمور المُشتركة والفردية بين الزوجين، ووضع الحدود التي لا يجب تجاوزها.
• التحدث حول الخيانة الزوجية منذ بداية الزواج، وتوضيح ما هي مفهومها لدى الطرفين.
• التغيير من النفس لأجل الطرف الآخر، وتقبّل الأمور المختلفة في الشخص الآخر.
• تجنب لوم الطرف الآخر على أي مشكلة، والعمل على حلّها بدلًا من ذلك، كما يجب أن يتحمل كل شخص مسؤولية أخطائه.

أثر المشاكل الزوجية على الأسرة والمجتمع

لا يوجد شيء يُدعى زواج خالي من المشاكل والخلافات، ولكن طريقة التعامل معها هو ما يختلف؛ حيث قد يتم التعامل معها بصورة سيئة؛ مما يُسبب الكثير من الآثار لها، ومنها:^[٦][٧]

• يتعلّم الأطفال من الوالدين طُرق حل المشاكل والتعامُل معها، وبالتالي يقومون بتطبيقها في علاقاتهم مستقبلًا.
• قد يواجه الأطفال مجموعة من المشاعر السلبية والمشكلات الصحية؛ بسبب مشاكل الوالدين مثل: الخوف، والقلق، والغضب، والحزن، وصعوبة التركيز، واضطراب النوم.
• يواجه الطرفان وبخاصة الطرف الأضعف بينهما مشاكل التعب والإجهاد، والشعور بالحزن والاكتئاب، بالإضافة إلى القلق واليأس.

نصائح لحياة زوجية أفضل 

لتجنب المشاكل الزوجية وتحقيق زواج ناجح وسعيد فيما يلي بعض النصائح للزوجين:^[٨]

• العد للعشرة قبل التحدث في أي مشكلة أو سوء تفاهم.
• المُكافحة وعدم الاستسلام حتى ينجح الزواج؛ في كل زواج هناك أوقات جيدة وأوقات عصيبة.
• القراءة والتعلّم حول الزواج، وأساليب حل النزاعات وطرق التواصل الفعالة، وتطبيق المناسب منها.
• مُعاملة الشريك أفضل من معاملة جميع الأشخاص الآخرين.
• تشجع الشريك ودعمه في السعي وراء أحلامه وأهدافه وتحقيقها.
• البحث عن أنشطة واهتمامات يستمتع الزوجان بالقيام بها معًا.
• التجاوز عن الخلافات الصغيرة التي لا تتعلق بأمور مهمة ومسامحته عليها.
• مدح الشريك مرة واحدة على الأقل يوميًا؛ فلا بد من أنه يقوم بالعديد من الأمور الجيدة.
• البحث عن الدافع خلف تصرف الشريك بأسلوب غير مُعتاد، ووضع الأعذار له.
• مُفاجأة الشريك في شيء يحبه بين الحين والآخر؛ مثل رحلة صغيرة، أو الطعام المفضل له.
• تجنب الشكوى عن الشريك للأصدقاء والمقربين.