ما العوامل المؤثرة في الاختيار الزواجي؟

يحتاج المرء لشريك في حياته كما تحتاج النباتات إلى ضوء الشمس، حتى تستمر بالعيش بنضارة، إذّ يساعد شريك الحياة على فهم وتقدير قيمة الإنسان الحقيقية عندما يشك في قدراته وإمكانياته، إضافةً إلى إعانته في اتخاذ القرارات عندما يكون في حالة من التردد والحيرة، ودعمه عندما يكون في أسوأ حالاته وفي مرضه، كما يفرح ويشاركه السعادة عند تحقيق نجاحاته وإنجازاته، ويشاركه كافة المواقف والمشاعر اليومية، وتختلف المعايير التي يُختار بها شريك الحياة من شخص إلى آخر، ولكن يعد اختياره أمرًا يجب التأني والتروي به قدر الإمكان.^[١]

معايير اختيار الزوجة

فيما يلي بعض المعايير التي يمكنك أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوجة:^[٢]

• التشارك في المعتقدات والاهتمامات: من الضروري أن تهتم شريكة الحياة بما تهتم به أنت كرجل، وتحمل المعتقدات ذاتها التي تجول في نفسك، أو على الأقل أن توجد اهتمامات ومعتقدات مشتركة بينكما، وبالتأكيد ستكون هنالك آراء ووجهات نظر مختلفة عند معاشرتكما لبعضكما البعض، ولكن من الضروري أن تتوافق معك في الأمور الرئيسية في الحياة؛ كالمال، والأطفال، والأسرة، والعلاقة الزوجية وغيرها، لذا قم بإجراء المناقشات التي تستطيع جسّ نبضها بها حيال هذه الأمور لتتأكد من أنه يمكن أن تتماشى معها كشريكة لحياتك.
• أخلاقها ونشأتها: من الضروري أن تتأكد إن كانت هذه الشريكة قد عاشت وتربت على يد عائلة محبة وتعلم القيم النزيهة، وتفهم الحياة الأسرية الصحيحة، ويظهر هذا الأمر إن كانت تحب عائلتها وتحترم الآخرين، وأن تكون أخلاقها حميدة، ولا تتلفظ بالألفاظ النابية، ولا تتعامل بقلة احترام، أو تنظر للآخرين نظرة احتقار، أو تمتلك مزاجية مؤذية؛ لأنها ستجعل الحياة الزوجية حياة بائسة.
• أن تكون ناجحة: يعد هذا المعيار من أهم المعايير التي يُنظر بها لاختيار شريكة حياة صالحة مُنجزة مُستقلة بذاتها وقوية، تحمل أهدافًا وأحلامًا وتطلعات في الحياة، وتمتلك شخصية قوية ومُتحدثة عن علم ومعرفة وثقافة حول معظم القضايا والأمور.

معايير اختيار الزوج

فيما يلي بعض المعايير التي يمكنكِ أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج:^[٣][٤]

• الصدق: من الضروري أن تُبنى العلاقة الزوجية على الثقة والصدق، وإن لم يتحقق هذا الأمر ستكون نهاية العلاقة الفشل، ومن المهم أن يكون شريك الحياة صريحًا وواضحًا وحقيقيًا، يفهمك وتفهمينه، يعرف نقاط قوتك وضعفك، وكذلك الأمر بالنسبة له.
• التشارك في القيم والمعتقدات: وهو أهم معيار في هذه المعاير، وقد تم ذكره سابقًا ضمن معايير اختيار الزوجة، إذّ يُساهم بقوة في نجاح الحياة الزوجية، ويوثق من علاقة الأزواج ببعضهما البعض؛ لأن التشارك في القيم والمعتقدات قد ينهي أو يقلل من الخلاف بينهما في ما يتعلق بهذه الأمور.
• الأخلاق: ولا يُقصد بالأخلاق أن يكون بشوشًا ولطيفًا فقط، بل يُقصد التزامه بآداب السلوكيات الحميدة، والعادات الحسنة، والفضائل التي تقوم على الفكر الناهض والاحترام المتبادل.

العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي

ندرج فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر في التوافق والرضا الزوجي:^[٥]

• المواصفات الديموغرافية: ويُقصد بهذه المواصفات فرق السن بين الزوجين، وتفاوت مستوى التعليم بينهما، وقد استنتجت بعض الدراسات بأن الأزواج الأكثر تحصيلًا علميًا ينعمون بدرجة عالية من التوافق الزوجي وبصحة نفسية أفضل من الأزواج الأقل تعليمًا؛ لأنهم يمتلكون نظرة أفضل للحياة، مما يجعلهم مستعدين لحلّ الخلافات وتجنب النزاعات المؤدية للطلاق.
• السمات شخصية: إذ تسير السمات الشخصية وفق نمط ثابت لسلوكيات فردية، ويعد الزواج اتحادًا بين شخصين لكل منهما خلفية مميزة وأسلوب شخصي ومجموعة من العوامل البيولوجية والتجريبية المختلفة، ومن السمات الشخصية التي يتأثر بها التوافق الزوجي؛ العصبية التي يميل بها الفرد للاندفاعية والعدائية، أو الانبساط ويميل ليكون حميميًا وإيجابيًا، والانفتاح مما يجعل من الفرد في العلاقة حكيمًا ومرنًا وشغوفًا، والضمير اليقظ الذي يجعل الفرد في العلاقة الزوجية مسؤولًا وعاقلًا ذا كفاءة عالية وجديرًا بالثقة.
• عائلتا الزوجين: وهذه النقطة تحديدًا من أهم العوامل المؤثرة في التوافق الزوجي لما لها من دور كبير في تحديد القيم والمعتقدات المتعلقة بالعلاقات، إذّ يؤثر الدعم الإيجابي من الأسرة على العلاقة الزوجية بين الشريكين؛ لأنهم يساعدون في حلّ الخلافات، أو يقدمون الدعم المالي، أو يساعدون في رعاية الأطفال في حال انشغال الزوجين، ويؤثر التدخل السلبي في التوافق الزوجي إن كانت الأُسر غير ملتزمة أو مسؤولة، وقد تُحرك الخلافات وتعدم الأمن الزوجي، وقد تؤدي إلى صراعات تؤثر في التوافق الزوجي بين الشريكين.

أساليب اختيار شريك الحياة

ندرج فيما يلي أبرز الطرق التي يمكن من خلالها اختيار شريك الحياة الصحيح عند اتخاذ قرار الزواج:^[٦]

• اختيار الشخص الذي يمكن الاستثمار في العلاقة الزوجية معه مستقبلًا؛ أيّ أن يصمم الطرفان على النهوض في العلاقة الزوجية بينهما، ويمتلكا الوقت ويخصصانه لاحتياجات كل منهما والاهتمام بها.
• أن يكون الشريك قادرًا على التعايش مع عائلتك؛ لأن الأسرة هي الداعم الرئيسي للإنسان، وهم أكثر الأشخاص الذي يستطيعون مساعدتك في اختيار الشريك المناسب، لذلك من الضروري أن يستطيع الشريك التعامل معهم، وأن يتقبلهم ويتقبلوه.
• أن يمتلك الشريك مهارات لإدارة الغضب، ولا يبرر أنه عند الغضب لا يدرك ما يمكن أن يبدر منه، ويختلق الأعذار غير المبررة للمشاعر السلبية فحسب؛ لأن للغضب ردة فعل قد تكون مؤذية للغاية في المواقف المستقبلية، والتي قد تخرج عن السيطرة.
• أن يكون الشريك سهلًا سلسًا قادرًا على التسامح والنسيان، ولا يكون حقودًا صعبًا ومهلك المُراضاة؛ لأن التفكير في الخلافات التي حدثت في الماضي باستمرار سيؤثر بعنف على العلاقة الزوجية والأسرية مستقبلًا.

نصائح للمقبلين على الزواج

يحتاج كلا الشريكين لعدة أمور ونصائح يحتاج النظر بها قبل الزواج ومنها:

• التحدث بشأن الأمور المالية: يجب أن يتفق الشريكان على المواضيع الرئيسية المتعلقة بالشؤون المالية، وعلى الرغم من أن التحدث بها ليس بالأمر الهين، والمناقشة ستكون غالبًا حساسة، ولكنها مهمة وضرورية قبل أن تُلحق ضررًا في العلاقة الزوجية بعد الزواج، فيتحدثا عن النفقات، ووضع خطة للمعيشة.^[٧]
• الاتفاق والتحدث بأمر الإنجاب: وهو أمر أساسي يجب أن يطرح قبل الزواج، فيتفق الشريكان على الوقت الذي يريدان أن يُنجبا فيه، وعن الفترات الزمنية؛ لأن إنجاب الأطفال يحتاج التزامًا ومسؤولية كبيرة على عاتق كِلا الزوجين، وسيؤثر على حياتهما الشخصية والمالية لبقية حياتهما، وسيُغير من علاقتهما ببعضهما، فمن المهم الاتفاق فيما بينهما بشأن أمور الإنجاب والتربية.^[٧]
• أخذ دورات مختصة للاستعداد للحياة الزوجية: هنالك العديد من المجتمعات والجمعيات الدينية التي تُقدم دروسًا للزواج مجانًا، إذ تساعد الخطيبين على الاستعداد للزواج بدلًا من طلب المشورة بعد مواجهة المشكلات في الحياة الزوجية، ويتعلم الشريكان تقنيات ومهارات لتحسين علاقتهما، ومواجهة المشكلات والصراعات لتجنب تكرارها بعد حدوثها، وتساعد في نمو العلاقة الزوجية بمرحلة مبكرة.^[٨]