ضعف شخصية الزوج، وكيفية علاجها

يشير الزواج إلى العملية التي يقوم بها شخصان بجعل علاقتهما علنية ورسمية ودائمة، وكأي علاقة ستكون هنالك العديد من التحديات التي تواجههما، وغالبًا ما تكون هذه التحديات سبباً في ظهور العديد من المشكلات بينهما، وإذا تمت مواجهة هذه التحديات بالطريقة الصحيحة سيحافظ كلاهما على هذا الرباط المقدس، مما ينعكس إيجاباً على حياتهما، وعلى بقية أفراد الأسرة، ومن أبرزها ضعف شخصية الزوج التي تتمثل بعدم قدرته على إدارة شؤون حياته واتخاذ قراراته بمفرده، وعدم قدرته على مواجهة الآخرين والتعبير عن مشاعره أو مشكلاته، مما يخلق تحديات كبيرة بين الزوجين.^[١][٢]

علامات تظهر على شخصية الزوج الضعيفة

توجد العديد من العلامات التي تدل على ضعف شخصية الزوج، منها ما يلي:^[٣][٤]

• الاعتماد الكلي على الزوجة في حلّ جميع المشكلات التي تواجههما، حيث يتجنب دائماً الحديث عنها، ويبدي عدم الاهتمام بها، مما يشكل ضغطاً نفسياً على الزوجة لتحملها جميع المشكلات بمفردها.
• يبحث الزوج صاحب الشخصية الضعيفة عن طرق لإرضاء الآخرين على حساب العلاقة الزوجية، متجاهلاً رأي الزوجة أو مشاعرها.
• دائماً ما يتخذ موقفاً محايداً تجاه المشكلات التي تواجه الزوجة.
• يمتاز بأنه شخص لا يفكر إلا بنفسه؛ أي أناني في التصرف والتفكير.
• يميل دائماً إلى الصمت وخصوصاً في المواقف التي تتطلب رداً.
• يواجه المشاكل في التعبير عن رأيه والبوح بمشاعره.
• يميل إلى الاعتماد الكلّي على الأشخاص لإنجاز المهام، فهو شخص كسول.
• شخص كثير التذمر، ولا يرغب بتحمل المسؤولية.
• سريع الانفعال عندما يُطلب منه مواجهة أي تحدٍّ.

أسباب ضعف شخصية الزوج

الشخصية الضعيفة للزوج هي نتيجة لعدد من العوامل البيئية وأنماط التنشئة الأسرية المحيطة به منذ نشأته، حيث تلعب العوامل أدناه دوراً مهمًا في تكوين شخصية الزوج:^[٥][٦]

• نمط علاقة الوالدين: تلعب علاقة الوالدين مع بعضهما دوراً في ضعف الشخصية، فقد ينشأ الزوج في بيئة يكون فيها الأب صاحب شخصية ضعيفة والأم هي التي تدير شؤون المنزل، حيث يعكس الزوج هذا النمط على شخصيته وعلاقته الزوجية.
• نمط التنشئة الأسرية: نمط التنشئة الأسرية الذي يتبعه الأبوان في تربية أبنائهم ينعكس عليهم في المستقبل، فمثلاً إذا استخدم أحد الأبوين نمط التنشئة المتسلط، فإن الطفل قد يفقد احترامه لذاته، ويشعر بفقدان القيمة الذاتية، وأن رأيه ليس ذا قيمة للآخرين، وإذا كان الزوج في صغره لا يؤخذ برأيه وغير مستقل في قراراته، فقد ينشأ على الاعتمادية، ويتطور هذا السلوك، ويصبح شخصاً لا يستطيع اتخاذ القرارات.
• النقد السلبي والتعرض للتنمر: إذا تعرض الزوج للتنمر أو النقد السلبي لسنوات، فإنه سوف يعاني من الضعف والحزن والخوف طوال حياته، وخاصة إذا كان النقد يتعلق باللون أو الوزن أو وجود إعاقة، إذ إن التعرض لذلك سوف يولّد شخصية ضعيفة تخشى من ردود أفعال الآخرين، وبالتالي يلجأ إلى تجنب وعدم إعطاء رأيه خوفاً من ذلك النقد.
• تدنّي احترام الذات: إذا كان الزوج لا يثق بنفسه، ولا يمنحها الاحترام المناسب، فلن يجد التقدير من الآخرين، ولن يستطيع أن يفرض رأيه، أو يتخذ قرارًا مصيريًا. 
• الاستهزاء والتوبيخ: يؤدي تعرض الزوج للاستهزاء والتوبيخ باستمرار إلى عدم ثقته بنفسه، كما يشعر دائمًا بالضعف، ويتجنب أي أنشطة اجتماعية قد تشعره بالخوف وعدم الأمان. 
• الإصابة بأمراض طبية أو مشكلات نفسية: وجود مشكلات أو أمراض طبية أو نفسية تلعب دوراً في تدني مفهوم الذات لدى الزوج، حيث يشعر بأنه شخص لا يمتلك الكفاءة وغير قادر على تحمل المسؤولية.

طرق التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية

توجد العديد من الطرق التي تساعدكِ في التعامل مع ضعف شخصية زوجكِ، منها ما يلي:^[٧]

• العمل على استبدال نقاط الضعف بنقاط قوة ضمن خطة واضحة الأهداف.
• تحديد الهدف الذي تسعيان لتحقيقه في تنمية شخصية الزوج بوضوح.
• تقديم نماذج وأمثلة على السلوك المراد تعديله.
• مناقشة مسار التقدم مع الزوج ومدى إنجاز الأهداف التي وضعتموها باستمرار.
• ربط التقدم وتحقيق الأهداف بالأهداف المهنية التي تسعيان لتحقيقها. 
• تجنب لوم الزوج في مشكلته أمام الآخرين أو الإنقاص من قيمته.

نصائح للتعامل مع الزوج ضعيف الشخصية

قد يؤدي ضعف الشخصية لدى الزوج إلى نزاعات عائلية تؤثر سلباً على العائلة، وتهدد استقرار الأسرة، وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع شخصية الزوج الضعيفة:^[٨]

• اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الزوج عندما يكون في حالة مزاجية جيدة، وتجنُب مناقشته عندما يكون غاضبًا، متوترًا، أو متعبًا.
• التحدث معه بصراحة عن الأمور التي تزعجك وتسبب توتراً في العلاقة الزوجية.
• إخبار زوجك بأنك بحاجة له للدفاع عنك والوقوف إلى جانبك.
• تجنب عمل مقارنات بين شخصية زوجكِ والشخصيات الأخرى.
• استشارة الزوج في أمور المنزل وتبادل الأفكار بينكما.
• الاستماع إلى الزوج عند تحدثه وتجنب مقاطعته.
• وضع قواعد وأنظمة للعلاقة الزوجية والأسرة.
• تشجيع الزوج للتعبير عن أفكاره ومشاعره.

الآثار السلبية لوجود زوج ضعيف

فيما يلي ذكر لبعض هذه الآثار:^[٦][٩]

• ضعف في شخصية الأبناء؛ بسبب تقمصهم شخصية الأب.
• تكرار حدوث المشكلات الأسرية بين الزوجين؛ مما يهدد البيئة الأسرية.
• اللجوء للطلاق كحلّ للمشكلات الأسرية الناتجة عن ضعف شخصية الزوج.
• تعرض أفراد الأسرة للاضطرابات النفسية؛ نظرًا لتوتر البيئة الأسرية.

طرق تساعد الزوج على تقوية شخصيته

هناك العديد من الإرشادات للمساعدة في حلّ هذه المشكلة عند الزوج بهدف الحفاظ على العلاقة الزوجية ومنعاً لتفاقم المشكلات التي تؤدي إلى تهديد كيان الأسرة واستقرارها وترابطها، وفيما يلي بعد إرشادات العلاج:

العلاج النفسي

العلاج النفسي هو مصطلح عام لعلاج مشاكل الصحة النفسية، وتخفيف مستويات الضغط والتوتر النفسي، والمساعدة في علاج الضغوط والمشكلات النفسية من خلال التحدث مع طبيب نفسي أو أخصائي أو غيره من مقدمي خدمات الصحة النفسية، كما تعتمد منهجية العلاج والهدف منه على طبيعة وسبب المشكلة، وعلى تعزيز مهارات الاتصال والقيادة والإدارة لدى الفرد، ويساعد العلاج النفسي عن طريق الأخصائي النفسي على:^[١٠]

• حلّ النزاعات مع الزوج أو مع أي شخص آخر.
• تخفيف القلق أو التوتر الناجمين عن مثل هذه المواقف.
• التكيف مع تغييرات الحياة الكبرى؛ مثل الطلاق والمشاكل الزوجية.
• معرفة كيفية إدارة ردود الأفعال؛ مثل الغضب أو العدوانية.

العلاج الأسري

العلاج الأسري هو نوع من الاستشارة النفسية التي يمكن أن تساعد أفراد الأسرة على تحسين التواصل وحلّ النزاعات وتنمية شخصية أفرادها، وعادة ما يتم تقديم العلاج الأسري من قبل طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي أو معالج مرخص، وغالبًا ما يكون العلاج الأسري قصير المدى، ويشمل جميع أفراد الأسرة أو فقط أولئك القادرين أو الراغبين في المشاركة، وستعتمد خطة العلاج على حالة الزوج، حيث يمكن أن تساعد جلسات العلاج الأسري على:^[١١]

• تعميق الروابط الأسرية وتجاوز الأوقات العصيبة، حتى بعد الانتهاء من الذهاب إلى جلسات العلاج.
• تحسين العلاقات المضطربة مع شريكك أو أطفالك أو أفراد الأسرة الآخرين.
• معالجة قضايا محددة مثل المشاكل الزوجية.
• يمكن أن يكون العلاج الأسري مفيدًا في أي موقف عائلي يسبب التوتر أو الحزن أو الغضب أو الصراع.