تعد تربية الأطفال مجموعة تصرفات يقدمها الآباء والأمهات لأطفالهم باعتبارهم الأشخاص الراشدين المسؤولين مباشرة عن الأبناء، فهدف التربية الأساسي هو المساعدة على اكتمال ونمو واستعداد الأبناء وتوجيه قدراتهم توجيهاً صحيحاً لمرحلة الطفولة ومستقلاً لمرحلة ما بعد البلوغ، ومع اختلاف حياة الزوجين قبل الزواج فهنالك الكثير من الاختلافات في الأفكار ووجهات النظر والطرق والأساليب التي يتبعها كل منهما، بالإضافة إلى اختلاف المستوى الدراسي والثقافي، والفرق بين أساليب الحياة التي كانوا يعيشونها، مما ينتج عنه اعتراض الزوج على الطريقة التي تؤدي بها الزوجة دورها في تربية الأبناء، وحدوث المشكلات التي تؤثر سلباً على حياة الأبناء ما لم يتم حلّها بين الزوجين.[١]


أسباب اختلاف الزوجين في تربية الأطفال

يعود اختلاف الزوجين في تربية أطفالهم لعدة عوامل أهمها:[٢]

  • اختلاف الشخصية بين الزوجين: يعد اختلاف الشخصية بين الزوجين من العوامل الرئيسية التي تؤثر على اختلاف طريقتهما بتربية الأطفال، فلكل منهما رأي مختلف عن الآخر في طريقة تشكيل شخصية الطفل وطريقة معاملته.
  • اختلاف الثقافات بين الزوجين: تختلف ثقافة الزوج عن ثقافة الزوجة؛ نظراً لتنشئتهم في عائلات ومناطق مختلفة، مما يؤدي إلى اختلاف طريقة تربية الأطفال كاختلاف طريقة تلقين المعلومة للطفل، أو اختلاف طريقة عقابه، أو اختلاف طريقة مكافأته، مما يشتت عقله بالمراحل المبكرة في حياته.
  • اختلاف العمر بين الزوجين: يؤدي اختلاف العمر بين الزوجين إلى اختلاف رغبتهما بطريقة إمضاء الوقت مع أطفالهما، واختلاف النشاطات الترفيهية التي يشجعها كل منهما، مما يقود إلى تشتيت عقل الطفل.
  • اختلاف المستوى التعليمي: يؤثر هذا الاختلاف على المستوى الدراسي للطفل؛ وذلك بسبب اختلاف المعلومات التي يمكن أن تصل إليه، واختلاف طريقة إيصال المعلومة، مما يؤدي إلى تشتيت الطفل من الناحية الدراسية.


دور الزوج في تربية الأطفال

من المعروف أن الطفل يقضي وقته مع والدته أكثر مما يقضيه مع والده، ولكن لا تقتصر تربية الأطفال على الأمهات، فللزوج دور كبير ومهم جداً في التربية، من أهم صور هذا الدور:[٣]

  • العمل على تنشئة الأطفال تنشئة صالحة: من المعروف أن للزوج تأثيراً كبيراً على حياة أطفاله، فيجب عليه العمل على الجانب الأخلاقي والديني لأطفاله، وذلك من خلال جلوسه معهم وإعطائهم المعلومات والنصائح المفيدة بخصوص هذه الجوانب بشكل دوري ومستمر.
  • الرعاية الصحية: يجب على الزوج الاهتمام بهذا الجانب بشكل خاص، فلا يجب عليه إهمالهم في حال المرض أو التقصير في علاجهم، بل يجب أن يبدي اهتمامًا كبيرًا بذلك، وتتبع حالة الأطفال الصحية مدى الحياة، وملاحظة أي تغيير قد يطرأ عليهم، ومعالجة المشكلة الصحية إن وجدت على الفور.
  • التعليم: من أهم ما يمكن تقديمه للأطفال من قبل الآباء هو تعليمهم الأمور الصحيحة من الخاطئة، وتعليمهم أمور دينهم وأحكام الطهارة والعبادات، فيجب على الزوج تثقيف أطفاله بجميع هذه الأمور والإجابة على استفساراتهم جميعها.
  • تعليم المهن والصناعات والحرف: من المعروف أن الأب عادة ما يتمتع بمعرفة وإتقان أكثر من حرفة ومهارة ومهنة، فمن الضروري نقلها للأبناء لتساعدهم في حياتهم المستقبلية، بالإضافة إلى أن عملية التعليم هذه توطد العلاقة بين الأب والابن.


أهمية مشاركة الزوج في تربية الأطفال

إليك ما يلي:[٤]

  • تؤثر مشاركة الزوج في تربية الأبناء تأثيراً مباشراً على مستقبلهم، فقد وجدت العديد من الدراسات أن المستوى الدراسي للأطفال الذين لديهم علاقة مباشرة مع آبائهم أفضل بكثير مِمن لم يكن لآبائهم أثر في حياتهم.
  • تعمل مشاركة الزوج في التربية على تقوية العلاقة الأسرية بين الأفراد، فتقديم الزوج الدعم النفسي والمعنوي لأفراد العائلة وتقديم النصح والإرشاد يعمل على شدّ الأواصر بين أفرادها، وزيادة حبهم وعطفهم على بعضهم البعض تقييداً بما يفعله والدهم.
  • تساعد ملاعبة الزوج لأبنائه على تطوير مهارات ضبط النفس، وحلّ المشكلات، ومهارات التنظيم الذاتي، فاللعب الذي يُعرف باللعب الخشن (Roughhousing) من أهم الأنشطة التي تزيد من القدرة الجسدية والتفاعلية للأطفال خصوصاً الذكور منهم.


نصائح للزوجين في تربية الأطفال

إليك ما يلي ذكر لبعضها:[٥][٦]

  • التركيز على بناء علاقة إيجابية وانسجامية مع الأبناء في جميع مراحل التربية، وذلك عن طريق التعبير لهم عن المحبة بالقول والسلوك لضمان حياة أسرية صحيحة.
  • العمل على إكساب الطفل الثقة بالنفس، وزيادة تعزيز ثقته بنفسه، وتنمية الضمير والسلوك الخلقي لديه من خلال التعامل معه ككيان وشخص مستقل.
  • توجيه الطفل وقبوله كما هو دون اللجوء إلى انتقاده بشكل مستمر.
  • العدل وعدم التمييز بين الأطفال في المعاملة؛ وذلك لتجنب خلق المشاكل وزرع الكراهية بين بعضهم البعض.
  • عدم التدخل في حلّ جميع المشكلات التي يواجهها الطفل، فيجب على الزوجين ترك الطفل يواجه مشكلاته بنفسه، مما يساعد على تنمية طرق الإبداع والتفكير لديه.
  • تنمية المهارات الاجتماعية للطفل، والتي تساعده على شقّ طريقه في المجتمع، وجعله فرداً فعالاً ومثمراً منذ صغره.
  • تدريب الطفل على قراءة الكتب بشكل يومي أو قراءة جزء منها؛ وذلك لتنمية المهارات العقلية وزيادة المحتوى الثقافي لديه.

المراجع

  1. سيما ابو رموز ، الطفل في الاسلام.pdf تربية الطفل في الاسلام، صفحة 13. بتصرّف.
  2. Marcus and Ashley, "Differences in Marriage: How to Discover, Work Through, and Reconcile", our peaceful family , Retrieved 18/7/2021. Edited.
  3. عبد الرب ال نواب (1423)، مسؤولية الاباء تجاه الاولاد (الطبعة 2)، المملكة العربية السعودية:وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، صفحة 143. بتصرّف.
  4. Rosenberg , Jeffrey Wilcox (6/2017), "5 Things You Should Know about the Importance of Fathers", child and family research, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  5. Barrie Gillies (11/6/2015), "50 Easy Ways to Be a Fantastic Parent", Parents, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  6. فائزة صادق حيدر ، الاسرة في تنشئة الطفل وتربيته.pdf دور الاسرة في تنشئة الطفل وتربيته، صفحة 52. بتصرّف.