لا تزال رسائل الحب والغرام تحتل حيزاً مميزاً في قلوب العشاق، وتغازل أوتار مشاعرهم، وتفصح عن غاياتهم ومناهم، وتقرّبهم من المحبوب، ومن هذه الرسائل ما ستجدونه عند قراءة المقال.


رسائل حب وغرام للحبيب

الرسالة الأولى

الروح تميل لمن يألفها، ويعشقها، ويشابهها وأنا لا أميل إلّا إليك، كما لا يميل الطفل إلّا لأمه التي احتضنته منذ فتح عينيه على هذه الدنيا، وأنا بالفعل فتحت عيني قلبي، فرأيتك مائلاً أمامي كفارس نبيل جاء من أحلى العصور على حصانه الأبيض ليختطفني من دنيا من الآهات والأحزان، ويزرعني كوردة في عالم من الفرح والحبور.


أيا فارسي الذي لا أمل منه ولا أضجر، ولا أغضب ولا أحزن، ولا ألومه ولا أعاتبه، فأنت الذي فضّلتني دوماً على الأخريات، ولو كنّ ملكات عصورهن، فأشعرتني بأنني ملكتهنّ دوماً، وأنني أستحق بنظرك أثمن الأشياء وأغلاها، وأنت الذي دللتني كطفلة صغيرة لها جميع ما تتمناه، وأنت الذي تغزلت بي كأنثى مدللة ليس مثلها سوى حوريات الجنة، كيف لا أحبك يا حبيبي، وفي عينيك العميقتين أجد داري، وفي قلبك أجد ملاذي، وفي نبضاتك الهادئة أشعر بالأمان!،


كيف لا أحبّك وأنت الذي تستمع إلى كل ما أقوله وكأنه أعظم ما كتبه التاريخ، فتناقشني، وتحاورني، وتفهمني، وتعلمني فأشعر بأنني بعد كل جلسة لي معك أشد ثقة وانفتاحاً، كيف لا أحبك وأنت الذي إن جئتك والدمعة في عيني تركت كل ما في يديك، وجئت تركض إلي لتمسحها عن خدي، وتصالحني، وتأخذ لي حقي ممن ظلمني.


كيف لا أحبك وأنت الذي ما أغضبني يوماً وما أحزنني، كيف لا أحبك وأنت الذي لا ينام قبل غفوتي، ولا يطمئن حتى يمسح على شعري، ويقبل جبيني لأغرق في نوم هانئ عميق، وأنا أعلم بأنك ملاكي الحارس!.


الرسالة الثانية

كنت قد يئست من تبدّل حالي، وجفاف دموعي، وتقلّب مزاجي الذي لم يعد يطيق شيئاً، حتى التقيتك يا حبيبي، فشعرت بأنّك الميناء التي ستستقر فيها سفني، وتهدأ رياحي، وتتجدد شمسي، فكنت كذلك فعلاً، أخذت بيدي بعد توهان وغرق استمر لسنوات طويلة، ووقفت إلى جانبي حتى بدأت الضحكة تعود لترتسم على شفتي بفضلك.


فكلماتك اللطيفة تدغدغ قلبي، وزهورك اليانعة تنعش روحي، ونظراتك المشاكسة تقلب مزاجي للأفضل، أحبّك جداً وأرغب في أن أعيش حياتي كلّها معك، فأنت هو الحبيب الأمين الذي لا يخون والذي كنّا نسمع عنه، وأنت الصديق، وأت الأخ، وأنت الأب. أنت الآن بمثابة الدنيا بالنسبة لي فلا تغادرني لكي لا تغادرني الحياة.


الرسالة الثالثة

عرفتك مذ كنت شابة، فكنت لي الملاذ الآمن، والقلب النابض الذي علمني معنى الحب والحياة، قبلك كنت مجرد صورة تشعر بالحياة تجري من حولها ولا تبالي، أما بعد أن التقيتك، فقد خرجت من هذه الصورة، وسكنتني الروح، ورحت أقفز في الطرقات فرحاًً، وأنا أرى سعادة كل ما حولي بي.


لأول مرة في حياتي أرفع رأسي إلى السماء فأرى الطيور ترقص فرحاً، والغيوم تبتسم خجلاً، والأزهار تتلوّن حباً، والفراشات تغني لحناً، حتى النحلات شعرت بأنها تضع كل هذا العسل الحلو لأجلنا يا حبيبي، بتّ أراك في كل خيالاتي، في مناماتي وصحواتي، وأدعو باسمك في كل صلواتي، لكي يجمعني الله بك في الدنيا، وفي حياة الخلود، فأنت أغلى ما يمكن أن أتمناه من الأقدار.


رسائل حب وغرام للحبيبة

الرسالة الأولى

كاذب أنا إن قلت لك تتشابه كل نساء الأرض في عيني، وأراك أنت الأميرة، فأنا يا سيدتي لا أراهنّ أصلاً في حضورك أو غيابك، وكيف تتهمينينني بالمبالغة وأنت التي ملكت القلب كلّه، فسكنته وأغلقت على نفسها كل الأبواب!، وكل ذلك برغبتي ورضاي التام، فأنا لا أرى من هي أجمل منك، ولا أعذب منك، ولا أشد رقّة منك لتتربع على عرش قلبي الأزلي وتأمرني فأنفذ.


قلبي الذي أضع يدي عليه الآن، وأنا أتذكر عينيك، وأسمع صدى صوتك هو ملك لك يا صغيرتي من اليوم وحتى آخر العمر، فأنا أحببت عمري حينما دخلتِ إليه، وحولته إلى عالم من السحر والغرام، فبتّ لا أستطيع الجلوس في مكان أنت لست فيه، ولا استنشاق هواء لم تستنشقيه، ولا أنظر إلى وجه ليس وجهك، أتراني جننت؟ ربما ولا يهمني أن يقال عني في حبك مجنون، فالتاريخ مليء بمجانين الحب، وأنا قيسهم يا (ليلاي).


الرسالة الثانية

جئتِ إليّ كأميرة ساحرة هربت من إحدى القصص الخيالية التي كنا نسمعها صغاراً، فسحرتني بشعرك الغجري المفرود على كتفيك كليل لا حدود له، وعينيك الواسعتين اللتين تحكيان أجمل الحكايات والأشعار، وفمك الكرزي الذي لا ينطق إلّا بأعذب الكلام، فلما رأيتك تجمّدت مشاعري من شدة انبهاري بك للحظات، بل لدقائق تخيلتها ساعات، ولم أصدّق بأن جمالك هذا جمال آدمي يمكن أن يكون موجوداً على أرض الواقع، وظللت مشدوهاً هكذا حتى نطقتِ، فكان صوتك الهادئ الخجول أجمل سمفونية عشق سمعتها أبداً، توازي في جمالها زقزقة ألف عصفور.


عرفتك رويدا رويداً فكان من العجيب أنك تزدادين جمالاً يوماً بعد يوم!، وأنني لا أمل من التحديق في ملامحك ولو فعلت ذلك لساعات، أيقنت حينها يا أميرتي بأنني وقعت في بحر الحب الذي لا قرار له، ولا نجاة منه، ومن قال إنني أريد النجاة من عينيك اللتين تشبهان في جمالهما الفردوس!.


الرسالة الثالثة

سأتمسّك بك إلى آخر أيام عمري، يا أول أحلامي وآخرها، سأتمسك بك كما يتمسك الغريق بلوح خشبي سيكون طوق نجاته، سأتمسك بك حتى نغدو كياناً واحداً، ونبني كوخاً وردياً جميلاً نعيش به أجمل أيام حياتنا، وننجب أطفالا يحكون لأصحابهم عن قصة حبنا الجميلة، وهم يرونها أجمل قصص الحب والغرام، ومنذ اليوم أعاهدك يا حبيبتي ألّا أجعل عينك تدمع، أو قلبك يحزن، أو ابتسامتك تذبل فأنت لم تخلقي إلّا للسعادة والسرور، والحب والدلال، فتعالي يا حبيبتي نتحدى العالم أجمع، ونمسك بأيدي بعضنا البعض، ونحلّق في عالم من الحب لا يعرفونه، ونتركهم لحقدهم، وكرههم، ونعيش معاً أجمل اللحظات، لحظات لا أرى فيها سوى زرقة عينيك، وعذوبة ابتسامتك، ولا أشعر فيها سوى بدفء يديك.


فأنت أميرتي، وحبيبتي، ودنياي جميعها، وأنا المحارب اليوناني القديم الذي سيرتدي درعه ويدافع عنك حتى آخر قطرة في دمه، كما يدافع الأب عن ابنته، فأنت ابنة قلبي وطفلتي المدللة التي لا تكبر أبداً، والتي سأظل أكتب لها أجمل أشعاري، وأعبر لها عن كل مشاعري دونما خجل، فهل يخجل البحر من مياهه؟ وهل تستحي الأزهار من عبيرها؟، وهل تخجل الفراشات من جمالها؟، أحبيني يا أميرة بأقصى قوة للحب فأنا الهارب من نفسي إليك، وأنا الباحث عن طموحاتي في عينيك، وأنا الذي يرى أغلى انتصارته الفوز في قلبك الثمين.


الرسالة الرابعة

أحبيني بلا عقد وضيعي في خطوط يدي، أحبيني لأسبوع، لأيام، لساعات فلست أنا الذي يهتم للأبد، أحبيني ولا تتساءلي كيف، ولا تتبعثري خجلاً، ولا تتلعثمي خوفاً، أحبيني معذبتي وكوني البحر والميناء كوني اللين والعنفَ، أحبيني معذبتي وكوني الأرض والمنفى، كوني الصحو والإعصار كوني اللين والعنف أحبيني معذبتي وذوبي في الهواء مثلي كما شئتِ، أحبيني بعيداً عن بلاد القهر والكبت بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموت.