انعدام الثقة بين الزوجين: الأسباب والحلول

قد تحدث العديد من المواقف والسلوكيات التي تؤدي إلى انعدام ثقة الزوجين ببعضهما البعض، مما يؤدي إلى شعورهما بالتعاسة وعدم الشعور بالسعادة مع بعضهما البعض في كثيرٍ من الأحيان، حتى عند استمرار الزواج وعدم انفصالهما، لأن الثقة هي واحدة من أهم أسس الزواج الناجح، وبدونها يسود الشك بالشريك ونواياه الشخصية، مما يؤدي إلى إضعاف العلاقة الزوجية وهدمها، في حال عدم إصلاح المشكلة، وإعادة بناء الثقة بينهما.

أسباب انعدام الثقة بين الزوجين

هناك عدة أسباب رئيسية تؤدي إلى انعدام الثقة بين الزوجين، وفهمها يمكن أن يساعد على حلها وتجاوزها، ومن أهمها ما يأتي:^[١][٢][٣]

• تأثير صدمات الطفولة على كلا الزوجين أو أحدهما، مما يؤدي تفسير تصرفات الشريك على نحوٍ خاطئ نتيجة العديد من المخاوف والمعتقدات التي خلفتها صدمات الطفولة، ففي بعض الأحيان، تشوه تجارب الطفولة معتقدات الإنسان، وتجعله يخطئ في الحكم على الآخرين.
• الخوف من الهجر، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالشريك في العلاقة الزوجية.
• اختلاف المبادئ والقيم الأساسية والأولويات التي يتهم بها كل من الزوج والزوجة، مما يؤدي إلى نشوء العديد من المشاكل الزوجية بينهما، ومنها انعدام الثقة بالآخر.
• اختلاف المستور المهني والوظيفي بين الزوجين، بحيث يكون أحدهما أعلى بكثير من الآخر، مما يؤدي إلى انخفاض احترام الذات لدى الشريك ذو المستوى الوظيفي الأقل في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى شعوره بعدم الثقة في اجتماعات العمل، والمكالمات، والقفز إلى استنتاجات مختلفة متعلقة بشريكه.
• وجود علاقة سامة بين الزوجين، وعادةً ما تكون العلاقات السامة مليئة بالشكوك وانعدام الأمن، وهي تعزز الشعور بعدم الاستقرار الذي لا يؤدي إلى بناء علاقة ضعيفة للغاية وخالية من الثقة المتبادلة.
• الخوف من تكرار تجربة فاشلة سابقة، مما يؤدي إلى انهدام الثقة بالشريك، والخشية الدائمة من تكرار التجربة نفسها مجددًا.
• عيش أحد الزوجين في بيئة مختلة مليئة بالمشاكل بين والديه سابقًا، مما يؤدي إلى وقوعه بالعديد من المشكلات المتعلقة بالثقة.
• حدوث الخيانة الزوجية بين الزوجين، والخوف من تكرار التجربة مجددًا؛ مما يؤدي إلى انعدام الثقة بينهما.
• سوء معاملة الزوجين لبعضهما البعض، أو أحدهما للآخر، وإهماله وتجاهل احتياجاته الخاصة.

لمشكلة انعدام الثقة بين الزوجين

إذا أراد كلا الزوجين إعادة بناء الثقة بينهما، فيجب عليهما القيام بكل ما يتطلبه الأمر للمضي قدمًا وإصلاح الثقة المنكسرة، والتعاون مع بعضهما البعض للوصول إلى هذا الهدف، ومن الطرق التي يمكن اتباعها ما يأتي:^[٤]

• تقبل المخاطر والمشاكل التي قد تنشأ أثناء محاولة تعلم الثقة مرة أخرى، وإعادة بنائها، والصبر على ذلك.
• تعلم كيفية بناء الثقة مجددًا، وبذل الجهد لكسب ثقة الشريك مجددًا.
• التفكير العميق ومحاولة تحديد سبب مشكلة انعدام الثقة، والعمل على حله، وإذا لم الزوجان متأكدين من سبب وجود مشكلات في الثقة، فيجب عليهما إجراء بعض عمليات البحث عن الذات، والتفكير في أي تجارب سابقة ربما تسببت في نشوء مشاكل الثقة، لأن معرفة سبب الخوف والقلق يساعد على تجاوزه والمضي قدمًا.
• تحسين التواصل والحوار بين الزوجين، حيث إن ضعف التواصل يعد أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الزواج والعلاقات الأخرى، في كثيرٍ من الأحيان.
• إظهار المحبة والاحترام للشريك ومعاملته بأفضل الأساليب، وإعطائه مساحته الشخصية، والاهتمام باحتياجاته الخاصة.
• الحصول على استشارة من طبيب مختص أو خبير بالعلاقات الأسرية والزوجية، لمساعدة الزوجين على حل مشكلة انعدام الثقة بينهما بطرق صحيحة.
• تكرار نفس الحلول السابقة مرارًا وعدم الاستسلام فورًا، لأن الثقة تحتاج إلى الوقت حتى يعاد بناؤها من جديد.