قد يعاني البعض من الحب من طرف واحد، أو ما يسمى بالحب غير المتبادل، والذي يعني تحرّك المشاعر والعاطفة تجاه شخص لا يكن لك نفس المشاعر، أو لا يكن لك المشاعر من أساسه، وإن الندوب التي يتركها الحب من طرف واحد تتعدى كونها ندوباً نفسية ناتجة عن شعور الإنسان بالرفض فقط، إلى كونها سبباً لآلام جسدية، ونوبات قلبية، ونوبات اكتئاب فعلية تصل إلى الرغبة في الانتحار إن لم يتم السيطرة عليها، والتفاعل معها بالشكل الصحيح.


علامات الحب من طرف واحد

يشكّل التعرف على علامات هذا النوع من الحب الخطوة الأساسية في حل هذه المشكلة، وإن من علامات الحب من طرف واحد ما يأتي:[١]

  • أنت هو طرف التواصل الوحيد: يعني ذلك أن تكون أنت المبادر بالاتصال بالطرف الآخر دوماً للسؤال عنه، ومعرفة تفاصيل يومه، والاستفسار حول مجريات حياته الهامة، وهذا يشير إلى أنك في علاقة حب من طرف واحد، إذ تحتّم علاقة الحب الطبيعية والمشتركة اهتماماً متبادلاً يبذله الطرفان تجاه بعضهما البعض بالقدر المطلوب.
  • المبادرة في التواصل الجسدي من اختصاصك: إذا أحسست أنك من يبادر دوماً للحصول على عناق، أو لمسة يد، أو لاحظت أنك تُجابه بالتعذّر أو الرفض في كل مرة تحاول فيها ذلك، فاعلم أنك في علاقة حب من طرف واحد على الأغلب.
  • إغفال عيوب الآخر تماماً هي سمتك العامة: يعني الحب تقبّل عيوب الطرف الآخر بعد إدراكها، إذ إن ليس هنالك من هو منزّه وخال من الأخطاء، لكن عندما تشعر بأنك لا ترى أي عيوب في الطرف الآخر، فتنظر إليه وكأنه تمثال مقدّس ذلك يشير أنك وقعت في فخ الحب غير المتبادل.
  • انعدام فضول الطرف الآخر تجاهك: الحب علاقة تشاركية تبنى على معرفتنا بالطرف الآخر، وبحثنا عن حقيقته بداعي الفضول وحب معرفة تفاصيله، فإن كنت تشعر بعدم اهتمام الطرف الآخر بمعرفة ما يخصك، وأنك الشخص الوحيد الذي يتلهف لمعرفة ما يخصه فاعلم أنك في علاقة حب غير صحية.


صور الحب غير المتبادل

يتمثّل الحب من طرف واحد في عدة صور، وهي كالآتي:

  • حب شخص لا يبادلك المشاعر إطلاقاً.
  • حب شخص يبادلك مشاعر مختلفة، كأن تحب أحدهم بينما يراك هو صديقاً.
  • حب شخص كانت تربطك به علاقة حب سابقة.
  • حب شخص غير متاح، كحب نجم تلفزيوني مثلاً لا يعلم بوجودك من أساسه.


طرق التعامل مع الحب من طرف واحد

يتطلّب منك إنقاذ نفسك بأقل خسائر من علاقة الحب من طرف واحد التصرف بحكمة وروية، وذلك باتباع مجموعة من التدابير التي تتلخّص في الآتي:[٢][٣]

لا تشكّك في ذاتك

يعني ذلك قبول مشاعر الآخر تجاهك أو انعدامها وعدم مقابلتها بالكراهية، أو فرض نفسك عليه، أو الرغبة في الانتقام، يرافق ذلك قناعة داخلية منك بأن رفض الطرف الآخر لك لا يعني الانتقاص من شخصك، أو يناقض فكرة أنك شخص محبوب، أو يعني بالضرورة وجود مشكلة معينة تهزّ ثقتك في نفسك، بل غذّ نفسك بأفكار إيجابية معاكسة تماماً وانطلق فالحياة مليئة بالفرص.


نفّس عن حزنك

يستلزم التحرر من أي نوع من المشاعر المحبطة مواجهتها لا كبتها، وإطلاق العنان لها مرة أخرى كي تغادرك دونما عودة، لذا ننصحك بالتعبير عن مشاعر الخذلان أو الإحباط التي أصابتك نتيجة لوجودك في هذه العلاقة لفترة من الزمن، ويكون ذلك إمّا بالتسجيل في ناد رياضي لتفريغ الطاقة، أو بالحديث حول الموضوع لمرة أخيرة مع أحد الأصدقاء المقربين الذين تثق بهم، أو بكتابة خطاب أخير للطرف الآخر وتمزيقه ثمّ دفنه أو حرقه، والالتفات للحاضر.


زد المسافة بينكما

إنّ من أهم خطوات التغلب على حزنك الذي سببته هذه العلاقة هي الابتعاد عنها قدر الإمكان، وذلك بقطع وسائل الاتصال التي تربطك بهذا الشخص، رغم صعوبة الأمر في البداية إلّا أنه يتيح لك فرصة رؤية ذاتك، والأشخاص المحيطين بك ممن يستحقّون مشاعرك ووقتك.


ركّز على أهدافك الخاصة

أنت تعلم أنه مضى من الوقت الكثير، وأنت ترى فيه الطرف الآخر محور حياتك بأكملها، مما ترتب عليه إهمال بعض أصدقائك وعلاقاتك، أو أهدافك ومخططاتك، والآن هذا هو الوقت المناسب لإعادة ترتيب أولوياتك، وبث روح الحياة فيها من جديد، والبحث عن أهدافك والسعي نحوها بجد، فتحقيقها هو الشيء الوحيد الذي سيشعرك بانتصارك.


ذكّر نفسك بحقائق هذه العلاقة

على عكس ما نراه في الأفلام والأغاني الرومانسية فالحب غير المتبادل لا يشعل جذوة الحب، ويخلق الشغف، هو فقط يُشعر الطرف المحب في هذه العلاقة في الاضطراب، والقلق الدائم، ونسيان الذات، وانخفاض الثقة بالنفس، وإنّ هذا الحب يستنزف من طاقتك ما يمكنه إنجاح علاقات أخرى لا تستدعي منك كل هذا الجهد والعناء، وأنك وإن نجحت في استمالة الطرف الآخر اليوم، فإنك لن تنجح برسم الاستمرارة لهذا الحب والدوام.


أحط نفسك بالدعم

لا تترك نفسك لتقع فريسة الفراغ الذي يقودك إلى الحبيب نفسه من جديد، بل أحط نفسك بالدعم لملء وقت الفراغ أولاً، ولمساعدتك على إعادة الشعور بذاتك القديمة ثانياً، إذ يمنحنا الأصدقاء الحقيقيون والعائلة دفعات من الطاقة الإيجابية التي تبعث في روحنا الحياة من جديد، فتراهم يذكروننا بإيجابياتنا التي قد نكون قد غفلنا عنها، وهواياتنا، وأماكننا المحببة وغيرها من الأمور.


ملخّص المقال

يشير مفهوم الحب من طرف واحد إلى بذل مشاعر الحب لمن لا يبادلوننا إياها على الإطلاق، أو لمن يبادلوننا نوعاً آخر منها، ومما لا شك فيه أن من واجبنا التعاطي مع قرارات الآخر بمرونة وتفهّم، وذلك لأن المشاعر أمر خارج نطاق الإرادة الإنسانية، كما يجب علينا عدم التشكيك في ذواتنا، وحبنا لأنفسنا، وحب الآخرين لنا في هذه الحالة، والتوجه لتحقيق أهدافنا، والانخراط في وسط جديد من العلاقات قد يتيح لنا إيجاد شريك مناسب يبادلنا ذات المشاعر دون مجاملة، أو جهد وعناء.


المراجع

  1. "Unrequited Love—What to Do When Love Is One-Sided", verywellmind, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  2. "One-sided love: 5 tips to easily break away from it", greator, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  3. "6 ways to move on from a one-sided relationship", timesofindia.indiatimes, 20/8/2023, Retrieved 20/8/2023. Edited.