إن وجود الأطفال في بيئة مليئة بالمشاكل والنازعات الزوجية، وما يصحبها من سلوكيات سيئة؛ كالصراخ، والشتم، وتوجيه النقد السلبي، والإهانات، والعنف النفسي والجسدي بكافة أشكاله، ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، وعلى العكس من ذلك فوجود الأطفال في أسرة هادئة، يعم فيها الحب والحنان والمودة الاحترام المتبادل؛ ينعكس إيجابًا على شخصياتهم، وتحصيلهم العلمي، وغيرها من جوانب حياتهم.[١]
ما هي آثار المشاكل الزوجية على الأطفال؟
فيما يأتي ذكر لأبرز الآثار السلبية التي تسببها المشاكل الزوجية للأطفال:
التأثير على النمو العقلي والفكري للأطفال
قد يعاني الأطفال الذين يعيشون في جوٍ من الصراع الدائم بين والديهما من مشاكل في النمو العقلي والمعرفي لديهم، وذلك نتيجة تعرضهم للضغط والتوتر بشكل متكرر، وهذا قد يؤثر على قدارتهم العقلية، كالتركيز، والانتباه، وغيرها.[٢]
وجود مشاكل سلوكية وعدوانية لدى الأطفال
تظهر العديد من المشاكل السلوكية لدى الأطفال الذي يعيشون وسط جو مليء بالمشاكل الزوجية، كأن يصبحوا حادين وعدوانين للغاية عند تعاملهم مع الآخرين فالأطفال الذين يشاهدون والديهما يتعاملون مع المشكال بالصراخ والضرب والشتم يطبقون نفس الشيء عند تعاملهم مع الآخرين، على عكس الأطفال الذي يشاهدون والديهما يحلان مشاكلهما بالحوار والتفاهم، فالأطفال يتعلمون بالقدوة أكثر من أي شيءٍ آخر.[١]
يعبر الأطفال الصغار عن الخوف والقلق والغضب والحزن الذي يشعرون به نتيجة وجود المشاكل المستمرة بين والديهما؛ من خلال إظهار بعض السلوكيات السلبية، مثل عدم الانصياع للتوجيهات، أو العدوانية في المدرسة والأماكن العامة، وغيرها.
التأثير على النمو العاطفي لدى الأطفال
تؤدي المشاكل المختلفة بين الزوجين، وما يصاحبها من إساءة لفظية، أو تهديد بالترك، أو عنف جسدي، أو تجاهل وانسحاب، إلى حدوث بعض الإضرابات في النمو العاطفي لدى الأطفال، نتيجة شعورهم بوجود فجوة بين والديهم، وخشيتهم من حدوث الانفصال، أو فقد أحد الوالدين، أو تعرضهم لنقص الحب والاهتمام، وذلك نتيجة انشغال الوالدين بمشاكلهما، وما يصاحبه من غضب وتوتر ونفسية سيئة.[٣]
التأثير على قدرة الأطفال على تكوين العلاقات المختلفة
يؤثر وجود المشاكل الزوجية المستمرة بين الزوجين على قدرة الأطفال على تكوين العلاقات الاجتماعية بأنواعها المختلفة؛ وحتى العاطفية منها، نتيجة شعورهم بانعدام الأمان والحب والثقة، والاستقرار النفسي في الأسرة التي نشؤوا فيها أولًا، والتي يفترض أن تكون المصدر الرئيسي لهذه المشاعر المهمة، مما قد يؤدي في النهاية إلى حدوث حالة من الانسحاب النفسي والاجتماعي لدى الطفل وميله إلى العزلة والوحدة وتجنب تكوين العلاقات.[٣]
مواجهة مشاكل في النوم وفقدان الشهية
يواجه الأطفال الذين يتعرضون لمشاهدة المشاكل الزوجية أيضًا صعوبة في النوم والأرق ليلًا، وقد يعانون من مشاهدة الكوابيس والأحلام المخيفة، بالإضافة إلى معاناتهم من فقدان الشهية.[٣]
المعاناة من ضعف الثقة بالنفس
قد يعاني الأطفال أيضًا من ضعف الثقة بالنفس، وانخفاض احترام الذات ومحبتها، والعزلة، والانحراف عند وصولهم إلى مرحلة المراهقة في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى العديد من المشاكل النفسية المحتملة كالإصابة بالاكتئاب، وغيره.[٣]
قد تظهر على الأطفال أيضًا بعد الأعراض الجسدية نتيجة وجودهم في جو من المشاكل الزوجية المستمرة، كالتبول اللإرادي، ومص الإصبع، وقضم الأظافر، وغيرها العديد.
المراجع
- ^ أ ب "Effects of Marital Problems on Children", suwscarolinas, Retrieved 4/9/2022. Edited.
- ↑ "Marital conflict causes stress in children, may affect cognitive development", sciencedaily, Retrieved 4/9/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Effects of marital dispute, divorce on children", risingkashmir, Retrieved 4/9/2022. Edited.