كيفية التعامل مع الزوج البارد الصامت

تحتّم علاقة الزواج الصحية على الطرفين التفاعل فيما بينهما، والتواصل مع بعضهما بطريقة تشعر كل منهما بأن حاجاته النفسية والروحية ملباة، ويعتبر الحوار هو أساس عملية التواصل هذه، ولكن ماذا لو كان زوجك بارداً صامتاً أغلب الوقت؟ وماذا لو أصبح حديثكما يقتصر على السؤال عن أحوالكما اليومية، وأحوال الأبناء، ومهام البيت؟ لا شك أنّ الأمر سيصبح غاية في الإزعاج لأحد الطرفين على الأقل، وفي هذا المقال ستجدين طريقة التعامل مع الزوج البارد الصامت.

افهمي دوافع زوجك الصامت

إنّ أولى النصائح التي نقدمها لك للتعامل مع الرجل الصامت أو البارد هي الالتفات لدوافعه، والنظر لما يحدث من زاوية مغايرة لنظرتك التي ترين من خلالها بأن سلوك زوجك يحدث بدافع التعالي، أو فقدان عاطفته تجاهك، أو انشغاله بعلاقة عاطفية أخرى، إذ إنّ بعض الأشخاص يلجؤون إلى الصمت لعجزهم عن استخدام مهارات التعامل مع المشكلات وحلّها بطريقة صحية، أو لعدم قدرتهم على التواصل والتعبير عن أنفسهم بشكل جيد، وهذا أمر مردّه أساليب تنشئتهم أثناء فترة الطفولة والمراهقة، كما قد يلجؤون إلى الصمت لشعورهم بأنّهم غير مسموعي الصوت مثلاً، ومن هنا فإن وقوفك للتفكير في أسباب صمت زوجك لحظة سيخفف من حدة إحباطك، وغضبك، ويجعلك أكثر انفتاحاً لإيجاد خط تواصل جديد.

ومهما كان مدى إحباطك بسبب صمت زوجك وبروده تذكري دوماً بأنّ استجابته لسلوكك الإيجابي هي ما سينفع بالنهاية، وليس معاملته بأسلوب عدائي ومنفّر سيتسبب بتفاقم الوضع.^[١]

عبري عن رغبتك في التواصل

رغم كل ما تشعرين به من انزعاج قد لا يشعر الرجل بوجود مشكلة تسبب لك هذا القدر من الألم العاطفي أصلاً! وهذه حقيقة نقدّمها لك لتساعدك على فهم ذات الرجل بشكل أكبر، إذ يعتبر الرجل كائناً مباشراً لا يمكنه التعاطي مع الأمور غير الواضحة، فإن أردت من زوجك قدراً أكبر من التواصل، والحديث، والاهتمام اطلبي ذلك منه بوضوح ورفق، دون اتخاذ أسلوب اللوم والاتهام نهجاً للحديث، وحاولي أثناء ذلك استخدام الضمير (أنا) عوضا عن (أنت) التي تشعره بالهجوم، إذ يمكنك القول: "انا أشعر بأنّ علينا التواصل حول العديد من الأمور، ومناقشتها بانفتاح عوضا عن مراقبتها بصمت، فما رأيك أنت؟" بدلاً من قولك " أنت تهمّش الكثير من الأمور بصمتك هذا" مثلاً.^[١]

توقفي عن مطاردة زوجك

قد يؤدي وضع زوجك الصامت والبارد تحت المجهر، ورغبتك الشديدة في تغييره، والضغط عليه من أجل ذلك لتفاقم الوضع وجريانه مجرى عكسياً لن يفيد علاقتكما، لذا هدئي من روعك، وكفّي عن رفضك لشخص هذا الزوج؛ لأن مشاعر الرفض الداخلي تزيد من حدّة المشكلة، وتصيبك بالتشنج مما يعقّد الأمور بينكما.^[١][٢]

أشعري زوجك بالاهتمام

يوقد الاهتمام فتيلاً قد أطفأته مسؤوليات الحياة، وتوتر العمل وغيرها، لذا ننصحك بانتشال زوجك الغارق في بحر مسؤولياته، بالاهتمام به بطرق عدّة أهمها إخفاء رسالة حب فجائية في محفظته مثلاً مما سيدعوه إلى الرد عليها، أو مدح مظهره اليوم، أو سؤاله عن رأيه في موضوع ما، أو إمساك يده في وقت غير متوقع لإخباره بأنك إلى جانبه، والاستماع لحديثه ونكاته بشغف حتى وإن كانت سخيفة، ومدح آرائه وقراراته قد الإمكان لإشعاره بتأثيرها في حياتكما، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تخرجه من قوقعته.^[٢]

استخدمي نوعاً مختلفاً من التواصل

حاولي فتح قنوات حوار جديدة مع زوجك من خلال طرح أسئلة غير اعتيادية، ولا تحتمل الإجابة عنها بنعم أو لا فقط، فبدلا من أن تسأليه "هل نال الطعام إعجابك؟" مثلاً اسأليه ما رأيك بعشاء اليوم؟ فهذا سيدفعه للتعبير عن رأيه قصراً، ويفتح قنوات حوار جديدة، وقيسي على ذلك في كافة أموركما الحياتية، بالإضافة إلى أن متابعتك لمجريات الحياة اليومية، وما يدور حولك من أحداث محلية وعالمية كفيلة بخلق حوار من نوع آخر، لا سيما إن كانت في مجالات اهتمام زوجك.^[١][٣]

قللي من توهجك

قد لا تتناسب شخصيتك الصاخبة والقوية، وطاقتك العالية مع شخصية زوجك المنطوية بعض الشيء مما يفقده بريقه، ويشعره بالنقص نوعاً ما، وهو ما يعبر عنه بصمته وبروده أحياناً، لذا خففي من توهجك، فربما يمنحه ذلك القليل من الراحة والاسترخاء.^[١]

ركزي على ميزات زوجك

لكل منّا تنشئة اجتماعية مختلفة تلقاها في صغره، ونتج عنها ما هو عليه من شخصية الآن، ولا شك في أن لكل منّا طرقاً خاصة في التعبير عن مشاعره، وإيجابيات يستحق أن يُنظر إليها، لذا كفّي منذ اليوم عن المقارنة بين زوجك وبين من ترينهم من أزواج قد يتظاهرون بمشاعر عاطفية زائفة تجاه زوجاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وابحثي عن ميزات زوجك، وتذكري بأنّ لكل علاقة خصوصيتها التي تجعلها مميزة وفريدة.

مارسي مهارة الاكتفاء الذاتي

لا نخفي عليك بأن التعامل مع زوج غير متفاعل أمر صعب للغاية قد يكون له تأثير على تركيزك وصحتك الجسدية، لذا ننصحك بممارسة مهارة الاكتفاء الذاتي والطبطة على النفس، وذلك بالقيام بالأشياء التي تستمتعين بها، وعدم اعتبار قلة تفاعل زوجك معك بالطريقة المطلوبة هو نهاية الكون، ويمكنك القيام بتمارين الاسترخاء مثلاً، أو مشاهدة فيلمك المفضل، أو بالمشي في الأماكن المحببة لديك.^[٣]