مع تقدم الحياة وتطورها، برزت الحاجة لإجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج لضمان حياة زوجية مستقرة، وسلامة الأطفال المتوقع إنجابهم من الزواج، ويحد الفحص الطبي من انتشار الأمراض الوراثية والمعدية؛ فقد أظهرت الإحصائيات أنّ واحدًا من كل 50 مولداً يعاني من مرض وراثي، وأنّ واحدًا من كل 100 مولود مصاب أو حامل لمرض وراثي أحادي العامل المعتل، ويعد الفحص الطبي قبل الزواج إجراء ضرورياً لتأسيس زواج سعيد معافىً من الأمراض والصدمات التي قد تسبب الضرر والتعاسة للزوجين في حياتهما.[١]


فحص الزواج

يُعد الفحص الطبي قبل الزواج خط الدفاع الأول الذي يوفر الحماية للأفراد من الإصابة بالاضطرابات الجينية والأمراض المنقولة بالدم والأمراض المعدية؛ الأمر الذي يحمي بدوره من الصدمات البيولوجية والنفسية والاجتماعية والعاطفية المرتبطة بهذه الأمراض، وبشكلٍ عام، يتضمن الفحص الطبي قبل الزواج عددًا من الاختبارات التي يُوصى بإجرائها من قبل الأفراد المقبلين على الزواج، وتختلف طبيعة هذا الفحص من منطقةٍ لأخرى حسب توزيع الأمراض وانتشارها، وهناك حالاتٌ يكون فيها الفحص الطبي قبل الزواج ضروريًا جدًا، خاصةً في حال كان الزوجان من عائلاتٍ تربطها قرابةٌ مباشرة، أو إذا كانت عائلة أحدهما (أو كلاهما) مصابة بنوعٍ من الأمراض الوراثية التي قد تنتقل إلى الأطفال.[٢][٣]


الفحوصات المخبرية قبل الزواج

نذكر منها:

  • فحص فصائل الدم: يكشف هذا الفحص وجود أي أعراض قد تسبب الأمراض أو الحالات المرضية غير الطبيعية للنسل، كما يمكن من خلاله معرفة إصابة الزوجين بأي من أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الغدة الدرقية؛ حيث تعرض هذه الأمراض حياة المرأة الحامل وجنينها للخطر خلال الحمل وأثناء الولادة، كما يكشف هذا الفحص عن الإصابة بالأمراض الوراثية، مثل الثلاسيميا.[٤]
  • فحص فيروس العوز المناعي البشري (HIV): يقي هذا الفحص من العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الاتصال الجنسي، وهو مطبق في العديد من المناطق في العالم، بما في ذلك أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ويعتبر القيام به قبل الزواج مسألة أخلاقية وضرورية للمحافظة على سلامة شريك الحياة والنسل.[٥]
  • اختبار الخصوبة: ينظر الأزواج المرتقبون عادةً إلى اختبارات الخصوبة قبل الزواج بمنظورٍ سلبي، رغم أهميتها في حياتهم الزوجية، وضرورتها لتجنب ظهور المشاكل المستقبلية التي قد تزعزع الزواج، وتؤثر على النسل، وتكمن أهمية اختبار الخصوبة قبل الزواج بأنه يُقيّم جاهزية الزوجين لإنجاب الأطفال، كما يكشف المشاكل والحالات الصحية المحتمل الإصابة بها، والتي قد تؤثر على الحمل والجنين، وإذا تبين من خلال اختبار الخصوبة أنّ هناك مشكلة ما، فيمكن علاجها مسبقًا بالأدوية والعلاجات المناسبة.[٦]
  • اختبار الجينات الوراثية: يكشف هذا الاختبار عن الأمراض الوراثية التي قد تنتقل لنسل الزوجين المرتقبين، ويعد إجراؤه ضروريًا قبل الزواج إذا كان الزوجان ينتميان إلى عائلات تربطها قرابة مباشرة.[٧]
  • فحص الثلاسيميا: يساهم هذا الفحص بالكشف المبكر عن الإصابة بالثلاسيميا المسببة لفقر دم شديد (أنيميا حادة)، وتُعرف الثلاسيميا بأنيميا البحر المتوسط، وهي مرض منتشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط وجنوب آسيا، وتؤدي بالإخلال بعمل النخاع العظمي والتأثير على إنتاجهِ لكمية كافية من الهيموجلوبين، ويصاحب الثلاسيميا أيضًا تشوهات في العظام،[٨] ويقي الكشف المبكر عن الثلاسيميا من أعباء علاجها المكلفة؛ حيث تبلغ كلفة علاجها للشخص الواحد على مدى حياتهِ أكثر من 400,000 دولار أمريكي.[٩]


كيفية إجراء فحص الزواج

يُجرى الفحص الطبي قبل الزواج كالتالي:[١٠]

  • قبل قيام طرفي الزواج بتوثيق عقد الزواج، يجب عليهما التوجه إلى أحد المراكز المختصة التي تعتمدها وزارة الصحة لإجراء الفحص الطبي، ويكون الفحص الطبي قبل الزواج مجانًا في المراكز التابعة لوزارة الصحة.
  • تُصدر التقارير المتعلقة بنتيجة الفحص الطبي قبل الزواج بعد إجرائهِ.
  • إذا أظهرت نتيجة الفحص الطبي قبل الزواج أنّ كلا طرفي عقد الزواج يحملان السمة الجينية للثلاسيميا، فيجب على المركز الذي أصدر التقرير الطبي إشعارهما بمخاطر إتمام الزواج على النسل المتوقع إنجابه.
  • يحصل المركز الطبي المعتمد الذي أصدر تقرير فحص قبل الزواج على توقيع طرفي الزواج بتسلم هذا الإشعار الذي ينبههما، كما يتضمن التقرير نتيجة الفحص المخبري واسم الطبيب ورأيه وتوقيعه.


أهمية فحص الزواج

تكمن أهمية الفحص الطبي قبل الزواج بما يلي:[١١][١٢]

  • فحص الحالة الصحية للزوجين المرتقبين.
  • اكتشاف الإصابة بالأمراض المعدية، مثل التهاب الكبد B، وفيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي من نوع C.
  • تحديد الاضطرابات الوراثية لتقييم مخاطر إنجاب أطفال مصابين بالأمراض، ومن الأمثلة على الأمراض الوراثية الثلاسيميا، والهيموفيليا (نزف الدم الوراثي)، وفقر الدم المنجلي.
  • الوقاية من المضاعفات التي قد تؤثر على صحة وحياة الأم والطفل خلال الحمل والولادة.
  • حماية الأطفال من الأمراض المزمنة والأمراض الوراثية.

المراجع

  1. ريه بنت سعيد الكميانية، الفحص الطبي قبل الزواج، صفحة 3. بتصرّف.
  2. "Pre-Marital Tests", fml-dubai, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  3. "A Premarital Screening For A Happy Marriage", bangkokhospital, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  4. "A Premarital Screening For A Happy Marriage", bangkokhospital, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  5. "Premarital HIV testing in Malaysia: a qualitative exploratory study on the views of major stakeholders involved in HIV prevention", bmcinthealthhumrights.biomedcentral, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  6. "Premarital checkup: What it is and why it matters", pacificprime, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  7. "Pre-Marital Tests", fml-dubai, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  8. منى الشيخ المحمود، فاروق الزربا، سونيا برهام، هناء الفايز، زينب الحسن، الفحص قبل الزواج مدخل الأسرة الآمن، صفحة 12. بتصرّف.
  9. Ammar Alhosain, "Premarital Screening Programs in the Middle East, from a Human Right's Perspective", diversityhealthcare, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  10. AR/انظمة وقوانين 2020/نظام الفحص الطبي قبل الزواج رقم 83 لسنة 2015.pdf "نظام الفحص الطبي قبل الزواج رقم 57 لسنة 2004"، وزارة الصحة، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
  11. "PREMARITAL SCREENING", suburbandiagnostics, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  12. "The Importance of Pre-Marital Screening", news.unair, Retrieved 14/7/2021. Edited.