يعرّف الفصام بأنه اضطراب عقلي شديد ومزمن يؤثر في سلوك الشخص وطريقة تفكيره، ومن الممكن أن يسمع المصاب به أصواتاً في رأسه، أو يظن أن أحداً ما يحاول إيذاءه، يعتبره الأطباء نوعاً من الذهان، وهذا يشير إلى أن الشخص المصاب به لا يكون قادراً دائمًا على تمييز أفكاره الخاصة من تلك التي تحدث في الحقيقة.[١]


اضطراب الشخصية الفصامية

يعتبر اضطراب الشخصية الفصامية أحد أنواع اضطرابات الشخصية التي يظهر بها الشخص المصاب بأنه غريب الأطوار، ولا يميل لتكوين أيّ علاقة وثيقة بالأشخاص؛ حيث إن أصحاب هذه الشخصية لا يدركون عادةً كيف تتكون العلاقات، أو كيف يؤثر سلوكهم في الآخرين، وبالتالي الشعور بعدم الثقة في الأشخاص المحيطين، ويعاني المصاب به عادة من القلق الشديد والمزاج المتقلب، والميل الواضح إلى العزلة، وتتكون لديه معتقدات غريبة، وعادة ما يتم تشخيص حالة الشخصية الفصامية في مرحلة البلوغ.[٢]


أعراض الشخصية الفصامية على شريك الحياة

في الكثير من الحالات يمكن الجمع بين الزواج وانفصام الشخصية، ولكن يجب علاج الانفصام بأسرع وقت ممكن، حيث إنه قد يلحق الضرر بالعلاقة ونمط الحياة بين الشريكين، حيث من الممكن أن يتسبب انفصام الشخصية بظهور هذه الأعراض على شريك الحياة:[٣]

  • الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية لديهم سلوكيات غريبة، وأنماط كلام، وأفكار وتصورات غريبة، حيث غالباً ما يصفهم الآخرون بأنهم غريبو الأطوار.
  • القلق الشديد في المواقف الاجتماعية، وعدم الارتياح بسبب عدم ثقتهم بالآخرين.
  • يميل الشخص المصاب بالانفصام إلى إساءة تفسير الواقع أو تشويه الأحداث؛ كالخلط بين الضوضاء والأصوات المختلفة التي يسمعها.
  • لدى الشخص المصاب بالانفصام معتقدات غريبة، وتفكير غير منطقي في بعض الأمور؛ كالإيمان بالخرافات التي لا أساس لها من الصحة.
  • الانشغال بالخيال وأحلام اليقظة رغبة في الهروب من الواقع الذي يعتبر قاسياً بالنسبة له، ومربكاً عند التعامل مع الآخرين.
  • يميل الشخص المصاب بالانفصام إلى العزلة، ورورد أفعاله العاطفية سطحية وباردة.
  • الشخص المصاب بالانفصام لا يميل لتكوين العلاقات مع الآخرين، فتجد أن لديه عدداً قليلاً من الأصدقاء.


تأثير الشخصية الفصامية على الزواج

الارتباط بشخص مصاب بمرض انفصام الشخصية ليس بالأمر السهل، إذ يتعرض الكثير من الأزواج والزوجات المرتبطين بمرضى انفصام الشخصية إلى العديد من المشاكل في كيفية التعامل معه، وفيما يلي أهم النقاط التي تؤثر من خلالها الشخصية الفصامية على الزواج:[٤]

  • يؤثر مرض انفصام الشخصية على الذاكرة والسلوك وإدراك الذات وهوية الشخص؛ لذا فإن الزواج من شخص يعاني من انفصام الشخصية ليس بالأمر الهين.
  • يحتاج الشخص المصاب بانفصام الشخصية إلى الكثير من العناية والرعاية والاهتمام، ومعرفة الأعراض المرضية التي تحدث للشريك، وكيفية التعامل معها.
  • الشريك المصاب باضطراب الشخصية الفصامية يتطور ويعيش مع واحدة أو أكثر من الشخصيات البديلة، بالإضافة إلى شخصيته الأصلية.


طرق التعايش مع الشخصية الفصامية والزواج

يميل الأشخاص المصابون بالفصام عادة إلى العزلة، وتجنب العلاقات الاجتماعية عموماً والزواج خصوصاً، وتتطلب استعادة النمط الطبيعي للحياة الاجتماعية عدداً من الطرق منها:[٥]

  • الاهتمام بعلاج الشخص المصاب بالفصام، حيث يؤدي عدم العلاج إلى تفاقم حالة المصاب، وتسوء أيضاً حالة شريك الحياة في نهاية الأمر، إذ قد يتعرض شريك المصاب إلى الإساءة اللفظية، والإهمال العاطفي، والاتهامات الوهمية بالخيانة وغيرها.
  • الاهتمام بالتواصل بين الشريكين، فمن الممكن أن يساعد التواصل المفتوح والواضح الأشخاص المصابين في العثور على الدعم الذي يحتاجون إليه، وكذلك فهم ما هو متوقع منهم في العلاقة.
  • البحث عن طرق تضع المصاب بالفصام في مواقف اجتماعية؛ كوظيفة جديدة، أو التسجيل بنادٍ، أو أي نشاط يساعده في الخروج من المنزل وإحاطته بأشخاص جدد.
  • الاستعداد الدائم للأزمة، في بعض الأحيان قد تتدهور حالة الشريك المصاب بطريقة يصعب السيطرة عليها، في مثل هذه الحالة لن يكون هنالك وقت للبحث عن أرقام هواتف أو العثور على أيّ أدوية، بينما الشريك المصاب يدمر كل شيء في المنزل، فلا بد من الاحتفاظ مسبقاً بكافة أرقام الهواتف الخاصة بالفريق الطبي، والاحتفاظ كذلك بعنوان المستشفى الذي يستقبل عادة الحالات المشابهة، إذ لا بد في مثل هذه الظروف من وجود خطة مسبقة.[٦]


نصائح للشركاء المتزوجين من الشخصية الفصامية

إن الزواج من شخص مصاب بالفصام قد يكون أمراً صعباً للغاية، وقد تشعر أحياناً أنك المسؤول الوحيد عن نجاح العلاقة واستمراريتها، وقد تشعر بالوحدة؛ لأن الشريك المصاب لن يستطيع التواصل معك بشكل كامل بسبب مرضه، فالنصائح التالية مهمة جداً للشركاء المتزوجين من شخصية فصامية، وتعزيز الحفاظ على العلاقة معه:[٧]

  • معرفة المزيد حول مرض انفصام الشخصية، إذ إن فهم طبيعة المرض وأعراضه يساعدك في فهم ما يحدث مع شريكك، فلا بد من التعلم من مصادر موثوقة؛ لأن هناك الكثير من الخرافات المنتشرة حول هذا المرض.
  • عدم أخذ الأمور على محمل شخصي عند التعامل مع الشريك المصاب، إذ إن الشخص المصاب بالفصام قد تصدر عنه بعض السلوكيات الغريبة والمخيفة أحياناً، فمن المهم معرفة أنها أعراض للمرض في النهاية، وأنه لا يقصد إيذاءك.
  • التواصل مع الشريك المصاب والاستماع إليه باهتمام، حيث يمكن أن يساعد حديثه معك عن مشاكله ومخاوفه في فهم مشكلته بصورة أوضح، حتى لو كنت ترى المشكلة من منظور آخر.
  • الموازنة بين رعاية الشريك المصاب والمحافظة على جدولك وأنشطتك اليومية، فلا تهمل نفسك بالكامل، حاول أخذ قسط من الراحة لنفسك بين وقت وآخر، ودع أحداً من العائلة يهتم بالشخص المصاب في ذلك الوقت.
  • تشجيع الشريك المصاب على العلاج، وتحديد موعد في العيادة الخاصة، واتباع خطة العلاج الخاصة بالشريك والاهتمام به.
  • إن شعرت أن هنالك أمراً طارئاً كأن وجدت شريكك المصاب يؤذي نفسه أو حاول إيذاءك، فخذ إجراء سريعاً بالتحدث إلى أقرب مركز يعالج مثل هذه الحالات، أو اتصل بالمعالج الخاص به، فهذا الإجراء ضروري جداً في الحالات الخطرة.


علاج الشخصية الفصامية

يتضمن علاج الشخصية الفصامية الجمع بين العلاج النفسي من جهة والعلاج بالأدوية من جهة أخرى، ومن الممكن دمج الأشخاص المصابين في الأنشطة الاجتماعية أو العمل الذي يتناسب مع طبيعة شخصيتهم، وفيما يلي توضيح أنماط العلاج المذكورة سابقاً:[٨]

  • العلاج النفسي: يساهم العلاج النفسي على بدء تبادل ثقة المريض مع الآخرين، وتعلم مهارات التأقلم بقيام علاقات تعتمد على الثقة بين المعالج والمريض، وقد يشمل العلاج النفسي ما يلي:
  • العلاج السلوكي المعرفي: يشمل هذا النوع من العلاج دراسة أنماط التفكير السلبي وتغييرها، وكسب مهارات اجتماعية جديدة، وتعديل المشكلات السلوكية لدى المصاب.
  • العلاج الداعم: ويكون عن طريق التحفيز، وتعزيز مهارات المريض التكيفية.
  • العلاج العائلي: والذي يساعد على تحسين مستوى التواصل، وتعزيز الثقة بالنفس لدى المصاب عن طريق إشراك أفراد الأسرة والتعاون معهم.
  • العلاج بالأدوية: قد يصف الأطباء بعض مضادات الاكتئاب لتخفيف الأعراض، حيث إنه لا توجد أي أدوية خاصة بهذا النوع من الاضطراب حتى الآن.
  • التأقلم والدعم: تساهم العوامل التالية في التخفيف من أعراض هذا الاضطراب:
  • العلاقات البناءة مع العائلة والأصدقاء.
  • اعتماد نمط حياة صحي بشكل يومي ونظام نوم جيد، وتحديد جدول زمني للأنشطة المختلفة.



المراجع

  1. "الأمراض النفسية والعقلية"، وزارة الصحة ، 2/4/1442، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  2. "اضطراب الشخصية الفصامية الأعراض والأسباب والعلاج "، مستشفى الأمل، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  3. "Schizotypal Personality Disorder", WebMD, 23/7/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  4. "كل ما يدور في ذهنك حول مرض انفصام الشخصية والزواج"، مستشفى الأمل، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  5. Connie Brichford (7/1/2019), and clear communication can,of schizophrenia on the relationship. "Keeping Your Relationship Strong After a Schizophrenia Diagnosis", Every day health, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  6. "Marriage and Mental Health: How to Cope When Your Spouse Has Been Diagnosed with Schizophrenia", littlechapel, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  7. "Someone I love has been diagnosed with schizophrenia. How can I help?", Here to help , Retrieved 8/8/2021. Edited.
  8. "اضطراب الشخصية الفصامية "، مايوكلينك، 3/3/2020، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.