أثناء تسوقكِ مع طفلك في أحد المتاجر قد يطلب طفلك شراء لعبة ما، فترفضين ذلك لسببٍ وجيه بالنسبة لكِ، كامتلاك طفلك للعبة مشابهة لها تمامًا، أو لأنك لا تملكين القدر الكافي من النقود أو لأي سببٍ آخر، لكن طفلكِ بالطبع لا يعرف هذه الأسباب، وهو لا يكون قادرًا على فهمها حتى إن عرفها في كثير من الأحيان، وعندها قد تتفاجئن بغضبه بشكلٍ كبير للغاية، وتقفين حائرة أمام نوبة الغضب التي يمر بها، فما هي أساب نوبات الغضب عند الأطفال؟ وما هي الحلول التي يمكن اتباعها للسيطرة عليها ومنع حدوثها؟


ما هي نوبات الغضب عند الأطفال؟

نوبات الغضب هي طريقة يستخدمها الأطفال عادةً للتعبير عن إحباطهم الشديد من رفض والديهما أو أي شخص آخر القيام بأمرٍ ما يريدونه بشدة، أو للتعبير عن رفضهم لمجموعة من القيود المفروضة عليهم، والأوامر الموجهة لهم، أو للتعبير عن غضبهم نتيجة عدم قيامهم بنشاطٍ معين يرغبون به، أو شيءٍ يريدون الحصول عليه، وهكذا، ولكن، نظرًا لعجز الأطفال عن توضيح مشاعرهم والتعبير عنها بشكل صحيح باستخدام الجمل والكلمات كالكبار، فإنهم يلجئون لا شعوريًا إلى تفجير غضبهم وإطلاق مشاعرهم دفعةً واحدة على شكل نوبة غضب قوية.[١][٢][٣]




تتراوح نوبات الغضب عند الأطفال من النحيب والبكاء، إلى الصراخ، والركل، والضرب، وحبس الأنفاس، وهي تكون شائعة بشكل متساوٍ بين الأولاد والبنات، وعادة ما تحدث بين سن 1 إلى 3 سنوات.




ما هي أسباب حدوث نوبات الغضب عند الأطفال؟

من أهم الأسباب التي تزيد من احتمالية حدوث نوبات الغضب لدى الأطفال ما يأتي:[١][٢][٣]

  • عجز الطفل عن التعبير عن مشاعره بالجمل والكلمات، نتيجة عدم تعليمه كيفية التعبير عن المشاعر المختلفة التي يشعر بها، كالقلق، والتوتر، والغضب، والحزن، والفرح، والحماس، وما إلى ذلك.
  • شعور الطفل بالإرهاق، مما يجعله غير قادر على التحكم بغضبه والسيطرة عليه.
  • شعور الطفل بالجوع، مما يجعله غير صبور تجاه أي موقف يمر به.
  • شعور الطفل بالمرض مما يجعله غير قادر على تحمل أي ضغوطات خارجية أخرى بالإضافة إلى مرضه.


ما هي طرق السيطرة على نوبات الغضب عند الأطفال؟

بالنسبة للأطفال الصغار في العمر تكون نوبات الغضب مجرد طريقة للتعبير عن مشاعرهم، أما الأطفال الأكبر سنًا فقد يلجأون لاستخدام نوبات الغضب كوسيلة للضغط على والديهما لأخذ ما يريدونه، وذلك إذا استمر الوالدان بإعطائهم ما يريدون لإسكات غضبهم، مما يجعل هذه الصفة صفةً مكتسبةً لديهم، ولهذا يجب الحرص على التعامل مع الطفل أثناء مروره بنوبة الغضب بشكل صحيح للحد منها والسيطرة عيها، وذلك كالآتي:[١][٢]


  • حافظي على هدوئك وثباتك عند مرور طفلك بنوبة غضب.
  • تجنبي الرد على غضب طفلك بالغضب أيضًا، واستخدام أساليب خاطئة كضربه أو شتمه، أو الصراخ في وجهه لأن ذلك سيزيد من غضبه أكثر، ليستطيع مجاراة أسلوبك.
  • حاولي تشتيت انتباه طفلك، وجعله يركز على شيء آخر، غير الشيء الذي جعله يمر بنوبة الغضب هذه، مثل إعطاءه كتابًا جميلًا، أو أخذه إلى مكان آخر، أو القيام بحركة مضحكة بالوجه واليدين، أو أي طريقة أخرى، تعتقدين أنها ستشتت انتباه طفلك وتلهيه لبعض الوقت.
  • حاولي تقديم بديل مناسب لطفلك، عن الشيء الذي لا تريدين إعطائه له، فقد يساعد ذلك على إيقاف نوبة الغضب لديه.
  • أمسكي بطفلك جيدًا، أو احتضنيه بشكل لطيف؛ إن كان يقوم بسلوك يمكن أن يؤذيه أثناء مروره بنوبة الغضب، مثل قيامه بركل الجدار، أو الركض في الشارع، أو ضرب رأسه بشيء ما، وما إلى ذلك.
  • اشرحي لطفلك سبب رفضك للقيام بالشيء الذي يريده؛ بعد أن يهدأ، وتفاهمي معه بالكلام، وأشعريه بحبك له خلال ذلك، من خلال المسح على رأسه، واحتضانه، وتقبيله، ومدحه، وغيرها من الأساليب العديدة.


ما هي طرق منع حدوث نوبات الغضب عند الأطفال؟

يوجد العديد من الطرق والأساليب التي يمكنك اتباعها لمنع حدوث نوبات الغضب لدى طفلك، مع الإشارة إلى أنها لن تكون ناجحة طوال الوقت، لكنها قد تقلل من احتمالية مرور طفلك بنوبة غضب، وفيما يأتي بعض الطرق التي يمكنك اتباعها:[١][٢][٣]

  • وضع روتين يومي ثابت والالتزام به قدر الإمكان، وذلك لأن الأطفال بطبيعتهم يحبون الروتين، لأنه يجعلهم يتوقعون ما هو النشاط الذي سيقومون به في هذه اللحظة، مما يشعرهم بالراحة أكثر، بالإضافة إلى أنه يضمن حصولهم على القدر الكافي من النوم والراحة، والتغذية في وقتها المناسب.
  • حاولي تجنب شعور طفلك بالجوع والإرهاق قدر الإمكان، فمثلا، إذا كنت تنوين الخروج إلى مكان متعب ويحتاج للكثير من المشي فالأفضل أن لا تصطحبي طفلك معك، أو أن تأخذي معك عربته الخاصة ، وهكذا، وإذا كنت تعلمين أن طفلك يشعر بالجوع بعد ساعتين من تناوله للفطور، فيجب أن تأخذي معك وجبة سريعة له لتقدميها له في الوقت المناسب.
  • تجنبي قول كلمة (لا) على كل صغيرة وكبيرة خلال المواقف المختلفة في الحياة اليومية، واسمحي لطفلك باتخاذ بعض القرارات التي تخصه، واعملي على إعطائه بعض الخيارات المناسبة لكِ ليختار من ضمنها مما يجعله يشر أنه هو من يتحكم بأموره الخاصة، وهكذا.
  • اعملي دائمًا على امتداح الصفات والسلوكيات الجيدة لدى طفلك، مما يساعد على تعزيزيها أكثر، وحاولي تجنب التركيز على الصفات والسلوكيات السلبية لديه، وتجنبي ذكر عيوبه أمام الآخرين، خاصةً عندما يكون طفلك موجودًا.
  • أشعري طفلك بحبك له دائمًا، وأظهري مشاعرك له، وقدمي له الدعم والاهتمام الذي يحتاج إليه.
  • حاولي تجنب المواقف التي تجعل طفلك يمر بنوبات الغضب، فمثلًا حاولي تجنب المرور من قسم الألعاب في المتجر أثناء التسوق إذا كنت لا تخططين لشراء لعبة لطفلك في الوقت الحاضر، ويمكنك أيضًا تجنب اصطحاب طفلك إلى الأماكن غير المناسبة للأطفال، والتي تجعل الطفل متوترًا وغير مرتاح.
  • علمي طفلك كيف يعبر عن مشاعره المختلفة بالكلام، وعلميه المشاعر المختلفة التي قد يشعر بها عند حدوث المواقف المتنوعة، ومع نموه أكثر سيفهم كلامك بشكل أفضل.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Temper tantrums in toddlers: How to keep the peace", mayoclinic, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Temper Tantrums", kidshealth, Retrieved 10/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Tantrums: why they happen and how to respond", raisingchildren, Retrieved 10/1/2023. Edited.