الغضب والعصبية عاطفة إنسانية طبيعية، لكن عند عدم القدرة على التحكم بالانفعالات تؤدي إلى مشاكل في جميع العلاقات الاجتماعية ومنها العلاقة الزوجية، لذلك فإن الارتباط مع شريك حياة عصبي يتطلب الكثير من الحكمة من أجل الحفاظ على علاقة متوازنة، فالزوج العصبي لا يستطيع السيطرة على انفعالاته فيظهرها دون التفكير بالعواقب،

وللعصبية أسباب إما ناتجة عن أطباع الزوج أو عن الضغوطات والمشاكل التي تفرضها الحياة.[١]

كيفية التعامل مع الزوج العصبي

يهدف فن التعامل مع الزوج العصبي إلى الحفاظ على العلاقة الزوجية والارتقاء بجودة الحياة، وفيما يلي كيفية التعامل معه:[٢][٣]

  • المحافظة على الهدوء: قد يكون تماسك الأعصاب والهدوء ليس بالأمر السهل عند ردة فعل الزوج الغاضب، ولكن يجب التحلي بالصبر، فكلما كانت الزوجة هادئة زاد تغلب الزوج على فورة غضبه، إذ لن يتحقق شيئًا ولن تُحَل مشكلة بالصراخ المتبادل، فقد يساعده السلوك الهادئ والناضج بإدراك مدى سوء تصرفه.[١]
  • الاستماع للزوج ومعرفة أسباب الغضب: لا يمنح الاستماع للزوج فقط التعرف على أسباب غضبه وتجنبها في المرات القادمة، بل يعطي فرصة للتعرف على شخصيته أكثر؛ لأن العلاقة الزوجية تتطلب معرفة الأفكار وفهم المشاعر والرغبات لكلا الزوجين.
  • ممارسة أنشطة الاسترخاء: القيام بالأنشطة التي من شأنها تخفيف التوتر والغضب مثل ممارسة رياضة اليوغا والتأمل والتسجيل في جلسات تدليك أسبوعية، مما يمنح الزوجين قضاء أوقات من الاسترخاء مع بعضهما.
  • الحصول على استشارة من قبل مختص العلاقات الزوجية: ليس من الخطأ طلب المساعدة من مختص والحصول على وجهة نظر موضوعية من شأنها إعادة بناء قوة الزواج والوصول إلى حلّ يرضي الطرفين.[٤]
  • محاولة إنشاء حوار هادف لتخطي مشكلة العصبية: إقناعه بأنكما تستحقان حياة أفضل، وأن تصبحا أكثر تفاهماً وتقديراً، وأن شريك الحياة ليس نداً أو خصماً، وخلق بيئة إيجابية قائمة على حلّ المشاكل بالحوار.[٤]
  • خلق شعور الأمان العاطفي: غالباً ما يكون الغضب ناتجاً من مشاعر أعمق مثل الخوف والحزن قد يصعب على الشريك معالجتها، لذلك يلجأ للغضب كوسيلة دفاع ودرع ليشعره بالقوة والسيطرة، فعند خلق شعور الأمان العاطفي نلاحظ أن الكثير من الغضب يمكن تبديده عن طريق الصبر والرحمة وعدم كثرة الانتقاد السلبي والتكلم بلطف.[٥]
  • التصرف باحترام وبشكل حازم: عند تصرف الزوجة بشكل عقلاني أثناء غضبه وتعبيرها له عن انزعاجها من تصرفه بشكل محترم وحازم يعطي انطباعًا له عن مدى قوة وثقة الزوجة، مما يدفعه إلى مراجعة انفعالاته.[٥]
  • إظهار مشاعر الحب والدعم الزوج: الوقوف إلى جانب الزوج وتقبله حتى إن لم تكن الزوجة راضية عن سلوكه، مما يزيد من رغبته بالتخلص من مشكلة العصبية.
  • إعطاء مساحة للزوج: مع إظهار مشاعر الحب والاهتمام لأمره والاستماع له ومعرفة احتياجاته.
  • تقدير جهود الزوج: ضغوط العمل والمسؤوليات تجعل الزوج غاضباً، فتقدير المرأة للوضع المعيشي والعمل الذي يقوم به يخفف الضغط الواقع على كاهله.
  • التأثير على شريك الحياة: عدم التركيز على محاولة تغيير الزوج، بل بالإمكان التأثير عليه من خلال التقرب إليه والتعمق في فهمه، مما يؤدي إلى خلق علاقة زوجية يسودها التعاون لا النزاع والسيطرة.[٥]
  • وضع حدود في العلاقة الزوجية: يجب أن تكون هنالك حدود لا يجب على الزوج تخطيها عند غضبه، وأن تكون هنالك قدرة معينة لتحمل غضبه، وهذه ليست طريقة أنانية بل حدودًا تبني علاقة صحية قائمة على الاحترام.[١]


أمور يجب تجنبها عند التعامل مع الزوج العصبي

من الأمور التي يجب على الزوجة تجنبها عند التعامل مع الزوج العصبي ما يلي:[٦][٥]

  • التحدث للزوج أثناء غضبه: يفضل الالتزام بالصمت عند غضب الزوج ومحاولة حلّ المشكلة التي أدت إلى غضبه عندما يصبح هادئاً.
  • كثرة الانتقاد السلبي وتأنيب الزوج:عادة ما يشعر الزوج بعد نوبة الغضب بالاستياء والشعور بالحزن والكآبة وتأنيب الضمير، لذلك يجب التعامل معه بحكمة ولطف وعقلانية.[٧]
  • كثرة الإلحاح والضغط على الزوج ومحاولة تغييره: فذلك لن يخلق حلّاً للمشكلة، بل يجب منحه الوقت للاستشفاء من الغضب وأسبابه، وعند منحه مساحة كاملة ووقتاً طويلاً تكون التغييرات بالتغلب على غضبه كبيرة ودائمة.

صفات الزوج العصبي

من صفات الزوج العصبي ما يلي:[٨][٩]

  • الكبرياء ومحاولة السيطرة على الآخرين، وعدم تقبل أسلوب الحوار، والرد على النقد بالانفعال بدلاً من إبداء الرأي بهدوء، ولا يناقش من أجل الحقيقة بل من أجل هزيمة الطرف الآخر.[١٠]
  • اللجوء إلى العنف والسلوكيات العنيفة كتكسير الأشياء من حوله، ورفع الصوت، والصراخ، والتهديد بالضرب، فالغضب مشاعر بينما العدوانية السلوك الذي يصاحب الغضب، وغالبًا ما يتزامنان مع بعضهما بالرغم من أن ليس كل من يشعر بالغضب عدوانيًا، وعندما يقود الغضب إلى السلوك العدواني فيجب الحصول مساعدة.
  • التوتر والقلق لفترات طويلة وصعوبة التحكم في العواطف والتعبير عنها، والشعور بالعجز وفقد السيطرة على الأعصاب.
  • من علامات الغضب الجسدية صداع الرأس، وسرعة دقات القلب، والتعرق، وارتفاع الحرارة، والرجفة، وصكّ الأسنان.
  • لوم الشريكة بأنها السبب في انفعالاته وتعليق سبب المشكلة على الآخر، وإذا استمر هذا الشيء ربما لن يكون له الدافع للتغيير.
  • فقدان روح الدعابة والشعور بالمرح بسبب الغضب المستمر.
  • اللجوء إلى سلوكيات سيئة؛ كتدخين السجائر، واحتساء المشروب للتنفيس عن حالة الغضب.
  • عدم التحلي بالصبر وسرعة الانفعال الشديد.
  • تضخيم الجوانب السلبية للمواقف أو سلوك الزوجة، مما يجعل التفاوض معه صعباً.[٤]



المراجع

  1. ^ أ ب ت Sylvia Smith (21/1/2021), " How to Deal With an Angry Partner", marriage, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  2. "Dealing with an Angry Spouse", lifehack, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  3. Team Bonobology (15/2/2021), "10 Skilful Ways To Deal With An Angry Husband", bonobology, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Steven Stosny, Ph.D., Lybi Ma (4/4/2009), "How to Deal With an Angry Partner", psychologytoday, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Moshe Ratson, MBA, MS, LMFT (6/12/2016), "8 Strategies for Dealing with an Angry Partner", goodtherapy, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  6. Stephen Arterburn, "7 Ways to Help Your Husband with His Anger", marriagetrac, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  7. "4 Ways to Respond When Your Husband is Angry", imom, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  8. "Recognizing Anger Signs", mentalhelp, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  9. Margaret Wack (24/6/2021), "Why Am I Always Angry? 5 Reasons Why People Experience Anger and Rage", betterhelp, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  10. "What are characteristics of an angry person?", iblp, Retrieved 29/6/2021. Edited.