تبرز أهمية التربية في إعداد الجيل الناشئ للعيش في زمن كثير المتطلبات، وكثير المغريات، ومتزايد التحديات، ويتم التركيز في ذلك على نحو خاص على ضرورة تدعيم الوظيفة التربوية للأسرة، وذلك بوصف البيت هو الحصن الأخير الذي ما زال لأهله نوع من السيطرة عليه، ويعتبر موضوع التربية موضوعاً متجدداً، حيث أنّ كل أشكال التقدم التقني والتطور الحضاري تنعكس على المربي، فتُغيّر من رؤيته وأساليبه، وتنعكس على الجيل الناشئ، فتغير من تطلعاتهم وسلوكاتهم، ولهذا فإن كل الأمم تواصل مساعيها في معالجة مسائل التربية الشائكة والمتجددة.[١][٢]


نصائح عامة في تربية الأبناء

هناك العديد من النصائح الهامة في تربية الأبناء، ومن أبرزها ما يلي:[٣]

  • إظهار الحب للأبناء: وذلك من خلال الأقوال والأفعال الدالة عليه يومياً.
  • الاستماع للأبناء عندما يتحدثون: فهذا يشعرهم بدرجة أهميتهم بالنسبة لوالديهم، وأنهم مهتمون بما سيقولونه.
  • توفير النظام في حياة الأبناء: وذلك من خلال المحافظة على جدول منتظم للوجبات، وأوقات النوم، وكافة الأنشطة اليومية، وإذا كان لا بد من تغيير ذلك، فيجب إخبار الأبناء بالتغييرات في وقت مبكر.
  • مدح الأبناء: عندما يتعلم الأبناء شيئاً جديداً، أو يتصرفون بطريقة لائقة، فيجب مدحهم وإخبارهم بمدى فخر الوالدين بهم.
  • انتقاد السلوك وليس الابن: عندما يخطئ الطفل مثلاً لا تقل له لقد كنت سيئاً، بدلاً من ذلك، اشرح له الخطأ الذي فعله، على سبيل المثال، قل له الجري في الشارع دون النظر للجانبين ليس آمناً، ثم قل للطفل ما يجب عليه فعله؛ بدلاً من ذلك انظر أولاً في كلا الاتجاهين للسيارات قبل قطع الشارع.
  • المرونة في التعامل مع الأبناء: حيث لا يجب أن تكون قواعدك التي تتبعها مع أبنائك هي نفسها التي يتبعها الآباء الآخرون، بل يجب أن تكون مرنة وواضحة، ولا بد أن يتبع كلا الوالدين نفس الأسلوب في التربية حتى لا يتم تشتيت الطفل.
  • قضاء بعض الوقت مع الأبناء: عن طريق مشاركة الأبناء بعض الأنشطة مثل القراءة، والمشي، واللعب، وتنظيف المنزل، حيث أن أكثر ما يحتاجه الأبناء هو الانتباه، بل إن كثيراً من سلوك الأبناء السيء هو طريقة لجذب الانتباه إليهم.


نصائح لتربية الأبناء

فيماي لي بعض النصائح لتربية الأبناء في سن الطفولة والمراهقة:

في الطفولة

هناك العديد من النصائح المهمة في تربية الأطفال، ومن أبرزها ما يلي:[٤]

  • إعادة النظر في أساليب التربية المتبعة، حيث إن عدم طاعة الأطفال أو سوء سلوكهم ليست فقط هي الأمور التي تنذر بالخطر، بل يجب الانتباه والشعور بالقلق إذا رأيت أطفالك يميلون إلى الانسحاب، والعزلة، والهدوء الزائد، أو التعامل بالعنف مع الأطفال الآخرين، أو الشعور بالخوف من أشخاص وأماكن معينة، مما يعطي مؤشراً على مجموعة من العوامل التي تؤثر على الأطفال وجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة؛ سواء أكانت أمورًا تحصل بالمنزل أو المدرسة والتعامل معها بشكل صحيح.
  • الاستماع إلى أطفالك مهارة؛ وذلك لفهم ما يمر به الأطفال، حيث لا بد من اختيار وقت مناسب يكون فيه الطفل بحالة مزاجية جيدة لإخبارك عن ما حدث في يومه، وإبداء الاهتمام الكامل لما يقوله، وتجنب مقاطعته والتسرع بإطلاق الأحكام عليه.
  • استخدام أسلوب الطلب الإيجابي بدلاً من الأمر، وهو أن تطلب من الطفل فعل شيء، وليس التوقف عن فعل الشيء، مثلاً أن تقول له عد مبكراً، بدلاً من لا تتأخر كما تفعل دائماً.
  • حين يتجاهل الأطفال ما تطلبه منهم، أو يتصرفون بطريقة غير مقبولة، قل لهم بالضبط ما فعلوه وأزعجك فعله، وأخبرهم ما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ، واقترح عليهم كيف يمكنهم التصرف في المستقبل لتجنب تكرار ذلك.
  • استخدام العواقب بدلاً من العقاب، حيث إن العواقب هي فرص أمام الطفل ليتعلم أن تصرفاته وأفعاله سيكون لها تأثير سلبي عليه وعلى الآخرين، كما أن العواقب تساعد الطفل على تعلم الاستقلالية وتحمل المسؤولية، مثلاً بدلاً من عقاب الطفل على أنه وسخ جميع ملابسه، ولم يضعها في سلة الغسيل، أخبره أنه إذا لم يضع ملابسه في سلة الغسيل، فلن يكون لديه أي ملابس نظيفة ليلبسها، أو مثلاً إذا عدت متأخراً للمنزل، فلن تحصل على وقت للراحة غداً.
  • مساعدة الأطفال في حل مشاكلهم، حيث يتصرف الأطفال أحياناً بطريقة خاطئة لأنهم يشعرون بالتوتر بشأن مشكلة أخرى، وبالرغم من أهمية جعل الأطفال يعتمدون على أنفسهم، ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، إلا أن عليك أن تجعلهم يعرفون أن بإمكانهم دائماً اللجوء إليك للحصول على المساعدة.


في سن المراهقة

هناك العديد من النصائح الهامة في تربية الأبناء في سن المراهقة، ومن أبرزها ما يلي:[٥]

  • إظهار الحب للابن المراهق، حيث يجب قضاء الوقت مع الابن المراهق لإظهار اهتمامك بأمره، والاستماع إليه حين يتحدث، واحترام مشاعره، وذلك حتى وإن لم يبد المراهق اهتماماً للارتباط بك، فلا تيأس من المحاولة.
  • تحديد توقعات معقولة من الابن المراهق، حيث لا بأس بجعل توقعاتك من الابن المراهق مرتفعة، ولكن بدلاً من التركيز مثلاً على حصوله على درجات مرتفعة، اجعل تركيزك على أن يكون طيباً، ومحترماً، وأميناً، وكريماً، حيث أن الأمر حين يتعلق بالإنجازات اليومية، فإن المراهق يكتسب ثقته من النجاح، وهو ما يجعله مستعداً لكسب التحدي التالي، فمن المهم مدح مجهود المراهق بغض النظر عن النتيجة النهائية.
  • وضع القواعد والعواقب، حيث إن الانضباط أمر مهم، ولا علاقة له بعقاب طفلك أو السيطرة عليه، ويمكن العمل به من خلال مناقشة السلوكيات المقبولة وغير المقبولة مع المراهق واتباعها في المنزل، وفي المدرسة وفي كل مكان.
  • اجتناب الترهيب، حيث إن المراهق يفهم ذلك على أنه تحدٍ له.
  • الوضوح والتحديد في المعاملة، فبدلاً من أن تقول لابنك المراهق لا تبقى خارج البيت لساعة متأخرة، حدد موعداً ثابتاً لعودته.
  • شرح قرارات الوالدين المتعلقة بالمراهق له، فمن المرجح التزامه بها عندما يفهم الغرض منها، فيقل تمرده.
  • المنطقية في وضع القواعد؛ وعدم وضع قواعد صعبة التطبيق على ابنك المراهق، لأنه لا يمكنه الالتزام بها بمجرد طلبك ذلك منه.
  • التحلي بالمرونة والصبر؛ فكلما أثبت ابنك المراهق أنه أهل للثقة وتحمل المسؤولية امنحه مزيداً من الحرية.
  • عند تطبيق العقاب، تأكد دوماً من انتقاد سلوك الابن المراهق وليس شخصه، ولا تستخدم معه لهجة ساخرة أو معينة، فمن الممكن أن يجعل ذلك الابن المراهق يتخذ موقفاً دفاعياً يشتته عن التفكير في الخطأ الذي ارتكبه.
  • كن قدوة حسنة لابنك المراهق؛ حيث إنه يكتسب معظم سلوكه من تقليد والديه، فالأفعال أثرها أكبر من الكلمات.


أمور يجب تجنبها في تربية الأبناء

هناك العديد من الأمور الواجب تجنبها في تربية الأبناء، ومن أهمها ما يلي:[٦]

  • لا تكن شديداً وصارماً جداً، فحين تضع قواعد صعبة جداً على الأبناء، فمن الصعب جداً عليهم أن يشعروا أنهم قادرون على النجاح، ولن يستطيعوا ضبط أنفسهم عندما يبتعدون عن ناظريك.
  • لا تكن مرناً فيما يتعلق بأمور السلامة العامة، فلا يكفي مجرد إخبار الطفل بالابتعاد عن الموقد الساخن أو عدم اللعب بالسكين، بل يجب وضع قواعد صارمة لذلك؛ فلا يجوز التساهل بها ويجب أن يكونوا تحت إشرافك بالكامل.
  • لا تنتقد أو تضرب طفلك، حيث إن وصف الطفل بأمر سيئ أو انتقاده لسلوك مزعج لن يجعله أفضل في المرات القادمة، بل سيجعله يتمرد، وإن كان ولا بد انتقد سلوكه لا شخصه.
  • لا تقل لا دائماً، حيث إن تكرارها دائماً على مسامع الأبناء يفقدها قيمتها، ويتعلم الابن التمرد عليها، فاستخدم عبارات بديلة بطريقة افعل الأمر الصحيح بدلاً من لا تفعل الأمر الخاطئ.


نصائح للوالدين في تربية الأبناء

هناك العديد من النصائح للوالدين في تربية الأبناء، من أهمها ما يلي:[٧]

  • كن قدوة صالحة لأبنائك، حيث يتعلم الأبناء الكثير من السلوكيات من خلال مشاهدتهم لوالديهم، وكلما كانوا أصغر سناً، فإنهم يكونون أكثر تأثراً بأسلوب الوالدين، فمن الضروري التفكير جيداً قبل أي تصرف تتصرفه، وإذا ما كانت هذه الطريقة التي تريد أن يتصرف بها طفلك، حيث إن الأطفال دائمو المراقبة للوالدين باستمرار، لذلك حاول أن تقدم الصفات التي ترغب في رؤيتها في سلوك أطفالك؛ كالاحترام، والصدق، واللطف، والتسامح، والتعبير عن الشكر.
  • اجعل التواصل أولوية، فلا يمكنك أن تتوقع من الأطفال أن يفعلوا كل شيء بمجرد طلبك منهم فعله، حيث إنهم يحتاجون شرحاً حول كل شيء يفعله الكبار، فلا بد من تخصيص وقت للأطفال للإجابة عن تساؤلاتهم حول قيم الآباء ودوافعهم وطريقة تفكيرهم.
  • اجعل توقعاتك بشأن أبنائك واضحة، فإذا كان هناك مشكلة ما متعلقة بطفلك، فعبر عن مشاعرك له، وادعوه للعمل معك على حلها، وكن منفتحاً على اقتراحات طفلك، وناقشه، حيث إن الأطفال الذين يشاركون في القرارات يكونون أكثر تحفزاً لتنفيذها.
  • كن مرناً ومستعداً لتغيير أسلوب التربية الخاص بك، فإذا كنت تشعر بالإحباط بسبب سلوك طفلك، فربما يكون لديك توقعات غير واقعية، فلا بد من التحدث مع آباء آخرين والاستفادة من خبرتهم في التربية، أو سؤال استشاري أسري لتعديل أسلوب التربية الذي تتبعه.
  • مع تغير عمر الطفل، سيتعين عليك تغيير أسلوب التربية المتبع تدريجياً، ومن المحتمل أن ما ينجح مع طفلك الآن لن يعمل بشكل جيد خلال عام أو عامين.
  • يميل المراهقون إلى النظر بشكل أقل إلى آبائهم وبدرجة أكبر تجاه أقرانهم كنماذج يحتذى بها، ولكن لا بد من أن تستمر في تقديم التوجيه، والتشجيع، والانضباط المناسب، مع السماح له بالمزيد من الاستقلالية.
  • التركيز على احتياجاتك كأب أو أم لا تجعلك أنانياً، بل هي قيمة أخرى مهمة أن تكون نموذجاً لأطفالك.


نصائح تربوية لتأديب الأبناء

هناك العديد من النصائح التربوية اللازمة لتأديب الأبناء، ومن أبرزها ما يلي:[٨]

  • تخصيص وقت للخلوة مع الطفل: حيث إن ذلك يعتبر أمراً مهماً لبناء أي علاقة جيدة، فمن الممكن تخصيص عشرين دقيقة في اليوم لذلك، والهدف منها أن يكون اهتمامك منصباً على طفلك، والتركيز عليه، والتحدث إليه بما يناسب مستواه العمري.
  • الثناء على أفعالهم الحميدة: غالباً ما تجد الآباء والأمهات يركزون على هفوات الأطفال، وقد يفهم الطفل من ذلك أنها طريقة جيدة لجذب انتباه الوالدين، وهنا يزيد الطفل من سلوكياته السيئة بدلاً من إيقافها، في حين لا شيء يعطي الأطفال نشوة كالثناء، فالمديح يشعرهم بأنهم يحظون بحب والديهم وأنهم متميزون.
  • تفهيم الطفل ما الذي تنتظره منه بالضبط: حيث إن إعلام الطفل بما عليه فعله بالضبط أجدى بكثير من إعلامه بما هو ممنوع من فعله، فحين تطلب من الطفل ألا يثير الفوضى أو أن يبقى مؤدباً، فإنك تصعب عليه فهم ما عليه فعله بالضبط، أما أن تقول له بشكل واضح اجمع ألعابك لو سمحت وضعها في الصندوق المخصص لها، فهي تفهمه بالضبط ما المطلوب منه، وتزيد من فرصة استجابته لطلبك.
  • ابتكار أساليب لتسلية الطفل: حين يحزن الطفل من أمر ما فإن إلهاءه بنشاط آخر أكثر إيجابية يعتبر استراتيجية نافعة، فعندما تَصْرف انتباهه نحو شيء آخر بتغييرك للموضوع، أو بلعب لعبة، أو بالمشي معه، فإنك تكون قد نجحت في صرف طاقته نحو سلوك إيجابي.
  • استخدام أساليب عقاب هادئة: أعط الطفل فرصة للقيام بما هو صواب، وذلك عن طريق شرح له عواقب سوء السلوك التي قد تنتظره، فمثلاً إن أردت أن يتوقف الطفل عن الكتابة على الجدران، فعليك إعلامه بأن يكف عن فعل ذلك وإلا، فإنك ستنهي وقت اللعب المخصص له، فمن شأن هذا أن يعطي الطفل تحذيراً وفرصة لتغيير سلوكه، فإن لم يستجب فعليك بتنفيذ وعيدك بهدوء دون إظهار أي غضب.

المراجع

  1. الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار، دليل التربية الأسرية، صفحة 5. بتصرّف.
  2. الاستاذ الدكتور عبد الكريم بكار، دليل التربية الأسرية، صفحة 5. بتصرّف.
  3. "Tips for better parenting ", American family physician , 15/3/1999, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  4. "تربية الأطفال من سن 7-12 سنة التربية الإيجابية للأطفال"، يونيسيف، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2021. بتصرّف.
  5. "مهارات تربية الأبناء نصائح لتربية المراهق"، مايوكلينيك، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2021. بتصرّف.
  6. "Teaching baby discipline ", What to expect , 20/11/2018, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  7. "Nine steps to more effective parenting ", Kids health , Retrieved 27/8/2021. Edited.
  8. "كيف تؤدب طفلك بطريقة ذكية وصحية "، يونيسيف، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2021. بتصرّف.