قد تحدث العديد من المشاكل السلوكية لدى الأطفال خلال مراحلهم العمرية المختلفة، نتيجة مرور الطفل ببعض الظروف والضغوطات؛ سواء كان ذلك في البيت، أو في المدرسة، أو من البيئة والمجتمع المحيطين به بشكلٍ عام، وتجدر الإشارة إلى أن غالبية المشاكل السلوكية التي تظهر لدى الأطفال تكون مؤقتة وتزول مع مرور الوقت وبمساعدة الأهل فقط، إلا أن بعضها يستمر لفترات طويلة، وقد يحتاج إلى العلاج المتخصص للتخلص منه.[١][٢]




يجدر التنويه إلى أن بعض السلوكيات السلبية لدى الأطفال، كالكذب، والسرقة، والسلوك العدواني، وغيرها تكون طبيعية عند حدوثها في مراحل مبكرة من عمر الطفل، وتعتبر جزءًا من سمات النمو الطبيعية لديه.




المشاكل السلوكية الشائعة عند الأطفال وطرق التعامل معها

فيما يأتي ذكر لمجموعة من أبرز المشاكل السلوكية عند الأطفال:[١][٣]


القلق والاكتئاب والسلوك العدواني

تظهر العديد من المشاكل النفسية لدى الأطفال كالقلق والاكتئاب، والمشاكل السلوكية كالعدائية تجاه الآخرين، نتيجة تعرض الطفل للعديد من العوامل، مثل التناقض بين الأم والأب في التربية، والمشاكل الزوجية والأسرية، والانفصال، وإساءة معاملة الطفل، وإهماله، وغيرها، مما يؤدي إلى ظهور مثل هذه المشكلات لدى الأطفال بنسب مختلفة حسب الظروف التي تعرضوا لها وحسب مدتها أيضًا.


تختلف طريقة علاج السلوك الذي يظهر لدى الطفل، باختلاف سبب ظهوره، على سبيل المثال، يجب مساعدة الطفل على إظهار مشاعره الحقيقية عند انفصال والديه لتجنب ظهور أي مشاكل سلوكية لديه، وهذا يعتبر علاجًا استباقيًا، أي أن الأهل يقومون بحل المشكلة قبل ظهور السلوك.


مص الإبهام وقضم الأظافر

تعرف بعض المشاكل السلوكية التي تظهر لدى الأطفال باضطرابات العادة، وهي السلوكيات التي يقوم بها الطفل بشكلٍ معتاد لتخفيف التوتر لديه، ومنها مص الإبهام، وقضم الأظافر، واللعب بجزء من أجزاء الجسم باستمرار، والتشنج اللاإرادي للجسم، وغيرها، مما قد يؤثر على الأداء البدني والعاطفي والاجتماعي لديه في بعض الأحيان، مع الإشارة إلى أن هذه السلوكيات قد تكون مجرد تقليد للآباء أو لأطفال آخرين أحيانًا.


يمكن التخلص من سلوك مص الإبهام والتشنج اللاإرادي والعيد من إضرابات العادة التي تظهر لدى الطفل من خلال محاولة تجاهل السلوك السلبي، مع توفير التشجيع والطمأنينة للطفل قدر الإمكان من قبل الوالدين والتركيز على الأنشطة والسلوكيات الإيجابية الأخرى التي يقوم بها.


مشاكل سلوكية أخرى لدى الأطفال

من المشاكل السلوكية الأخرى التي قد تظهر لدى الأطفال نتيجة مرورهم بظروف عديدة ما يأتي:

  • سهولة الغضب والانزعاج.
  • نوبات الغضب المتكررة.
  • التجادل الكثير مع الكبار، وخاصةً الوالدين.
  • رفض الالتزام بالقواعد.
  • إزعاج الآخرين أو مضايقتهم بشكل متعمد.
  • تدني احترام الذات وتقديرها.
  • إلقاء اللوم على الآخرين عند القيام بأي خطأ.
  • التنمر وعدم التعاطف مع الآخرين.

علاج المشاكل السلوكية لدى الأطفال

يمكن علاج العديد من المشاكل السلوكية لدى الأطفال بطرق عديدة، منها تدريب الوالدين على إدارة سلوك أطفالهم بطريقة تساعدهم على التخلص من السلوك السلبي، والعلاج السلوكي المعرفي، وقد يلجأ المتخصصون لاستخدام الأدوية في بعض الأحيان، وفيما يأتي توضيح لبعض طرق علاج المشاكل السلوكية لدى الأطفال:[٢]

  • تعليم الوالدين كيفية التعامل مع أطفالهم والتواصل معهم وإدارتهم.
  • العلاج الأسري؛ حيث يتم مساعدة الأسرة بأكملها في تعلم مهارات الاتصال مع بعضهم البعض وكيفية حل المشكلات التي تواجههم.
  • العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الطفل على التحكم بأفكاره وسلوكياته المختلفة بشكل صحيح.
  • التدريب الاجتماعي؛ من خلال تعليم الطفل بعض المهارات الاجتماعية المهمة، مثل كيفية اللعب بشكل تعاوني مع الآخرين، وكيفية التحدث مع الآخرين، وهكذا.
  • إدارة الغضب؛ من خلال تعليم الطفل كيفية التعرف على الأمور التي تزعجه، وكيفية التعامل مع مشاعر الغضب لديه، بالإضافة إلى تعليمه بعض تقنيات الهدوء والاسترخاء.
  • تشجيع الطفل، حيث تظهر العديد من الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال نتيجة تعرضهم للإخفاقات المتكررة في المدرسة وفي تفاعلهم مع الآخرين، وبالتالي يمكن أن يساعد تشجيع الطفل على زيادة احترامه لذاته وثقته بنفسه، مما يقلل من ظهور السلوكيات السلبية لديه.
  • الأدوية؛ للمساعدة في السيطرة على السلوكيات الاندفاعية لدى الأطفال في بعض الأحيان.



المراجع

  1. ^ أ ب "Common Behavioural Problems in Children", patient, Retrieved 27/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Behavioral problems in children", physio-pedia, Retrieved 27/12/2022. Edited.
  3. "Overview of Behavioral Problems in Children", msdmanuals, Retrieved 27/12/2022. Edited.